قررت زوجتي الانتقال لبيت أهلها بسبب سوء معاملة عائلتي!
2023-05-29 01:43:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعيش في أوروبا، وزوجتي كانت تسكن مع أمي في بيت واحد، ولكن أمي -رحمها الله- لم تكن راضية عن زوجتي لأسباب لا أعلمها، لا أنا ولا زوجتي.
أنا أشهد الله بأن زوجتي لم تكن تعامل أمي إلا بالطيب والاحترام، بالنظر إلى الفترة التي قضيناها سوياً قبل انتقالي إلى أوروبا، وبشهادة بعض الأشخاص الذين ينقلون لي أخبارهم بعد سفري.
لي خمسة إخوة يعيشون في نفس المكان، وأخ لي يعيش في الطابق الثاني لبيت أمي، وكانوا دائماً يلومون زوجتي، ويسيئون لها، لتقصيرها في خدمة أمي كما يدعون، بالرغم من أنهم لا يقدمون لأمي ربع ما تقدمه زوجتي لها.
إن بعض إخوتي لا يزور أمي لمدة شهر أو أكثر، بالرغم من أن أبعد بيت لهم عن بيت أمي لا يتجاوز 30 متراً، ساءت حالة زوجتي النفسية من جهة أنها تعمل لخدمة أمي دون أن تكسب رضاها، ومن جهة أنها تتعرض لإساءات نفسية مستمرة من إخوتي، حتى اتخذت قراراً بأن تنتقل للعيش مع أهلها، ويقوم إخوتي بخدمة أمي فهم أولى بها منها.
سؤالي هو: هل بهذا القرار أكون قد ارتكبت ذنباً بأني أخرجت زوجتي من عند أمي؟ علماً بأن استمرار بقاء زوجتي بالعيش في بيت أمي سيزيد حالتها سوءاً، ومن الممكن أن تنعكس سلباً على علاقتنا الزوجية، واتخذت هذا القرار لأني أعلم بأن لي خمسة إخوة يعيشون في نفس محيط أمي وسيقومون بخدمتها بلا شك، وكنت أعلم بأن أحد إخوتي سيقوم بالانتقال للعيش معها، وهذا الذي حدث فعلاً.
أنتظر إجابتكم، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك لك وفي والدتك وأن يحفظ زوجتك، وأن يرزقك الحكمة في أقوالك وأفعالك.
أخي الكريم: اعلم وفقك الله لكل خير أن خدمة الزوجة لوالدتك حفظها الله ليست واجبة عليها بل عليك أنت، فقد قال أهل العلم "لا يجب على المرأة أن تخدم والد زوجها أو أمه أو أحداً من أقاربه، وإنما هذا من باب المروءة، إذا كانت في البيت أن تخدم والديه، أما أن تُلزم بذلك فلا يجوز لزوجها أن يلزمها بذلك، وليس واجباً عليها".
عليه فالقرار الذي اتخذته من رجوع الزوجة إلى بيت أهلها هو القرار السليم، لا سيما وهناك من يخدم الأم، والحمد لله، ونحن نوصيك بما يلي:
1- لا تتوقف لحظة عن التواصل بوالدتك، ومساعدتها، والنظر في طلباتها، فإن هذا واجب عليك.
2- لا تتواكل على إخوانك في العناية بوالدتك، فهذا عمل واجب وخير سابغ، والمسلم العاقل هو من ينافس غيره في الخير، ولو كانوا إخوانه.
3- عليك أن توصي زوجتك ألا تقطع زيارة والدتك، كلما سنحت لها الظروف، بحيث لا يكون ثقيلاً على الزوجة ولا قطيعة للأم.
4- أكرم زوجتك، فهي امرأة أصيلة، واجتهد أن تخفف عنها بعض الأذى بإحسانك إليها.
5- لا تعاتب إخوانك أو والدتك في أي أمر، بل ولا تفتح النقاش في هذا الموضوع، لأن الأفهام تختلف، والآراء تتباين، وكل سيتكلم من وجهة نظره، وأنت ستكون الضحية بين واجب البر بأمك وصلة أرحامك، وواجب الإحسان إلى زوجتك.
أخي الكريم: قد ذكرت في أول رسالتك كلمة أمي -رحمها الله- فإن كنت تقصد مجرد الدعاء لها وأنها على قيد الحياة فتلك وصيتنا لك، وإن كنت تقصد أنها توفيت، فاعلم أن لا إثم عليك فيما فعلت، ونوصيك بكثرة الدعاء لها والتصدق عنها، وصلة من كانت أمك تصلهم، واستوص بأهلك وإخوانك خيراً، ولا تفتح هذا الموضوع حتى لا يتسع النقاش، وتضعف الصلة الواجبة عليك تجاههم.
نسأل الله أن يصلح أحوالكم، والله الموفق.