كيف أتحرر من ذكرياتي السابقة وأركز في حياتي الجديدة؟
2025-02-09 00:21:25 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أذنبت بالتعلق برجل، وكانت علاقتنا لمدة 4 سنوات، علمًا بأني كنت مخطوبة حينما تغير علي، وقد كان العرس قريبًا، وأدركت حينها حجم خطئي، وقررت التوبة وإصلاح نفسي، والتركيز على زواجي وزوجي، وتعويض كل شيء له حتى أصونه وأحفظه، لكن دائمًا هناك شوق للعودة للعلاقة ومحادثته، وكأني أدمنت الذنب، وأحياناً كثيرة أنتكس ثم أعود.
كيف أتحرر من قيودي التي صنعتها لنفسي؟ كيف أنساه وأركز في حياتي؟ وهل سأستطيع إسعاد زوجي وبناء علاقة زوجية بتعلقي السابق؟ هل سينسيني الزواج الحلال تلك العلاقة؟ رغم إدراكي التام أنها تعلق سيء من جهتي فقط، وأنه يستغلني ويستغل عواطفي!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يحفظك من كل مكروه، وأن يثبتك على الحق، وأن يغفر لك ما مضى، إنه جواد كريم.
أختنا الكريمة: قد آلمنا كثيرًا ما ذكرت، وصدمنا حين عاودت المرة بعد المرة التجرؤ على معصية الله تعالى وأنت مخطوبة، ولا ندرى كيف وقعت في هذا الدرك الآسن، وأنت تعلمين أن هذا يغضب الله عليك، كيف جعلت الله أهون الناظرين إليك، كيف لمثلك وأنت المسلمة العالمة بحدود الله أن تقعي في مثل هذا المنحدر الخطير؟
أختنا: هل فكرت لحظة في ماذا لو كشف الله ستره عنك، وعلم الناس وخاصة والداك وزوجك ما حل بك؟ هل تعلمين كيف سيكون حالك؟
هل فكرت لحظة في وجه أبيك وأمك وإخوانك وأخواتك وعائلتك وصويحباتك وزوج المستقبل وأهله؟
آه -يا أختنا- لو رفع عنك غطاء الستر! والله إنها مصيبة للجميع، وفضيحة لا يمكن للماء أن يمحو آثارها، وهذه الفضيحة لا تساوى شيئًا حين يحين وقت الحساب، وكشف الأعمال، ونطق الجوارح أمام الله عز وجل، والناس تطلع على المستور!
أختنا الكريمة: قد سترك الله مرة، واثنتين، وثلاثًا، بل سترك على مدار أربع سنين، فاحذري فإن لله غضبة لا يقوم لها شيء متى ما حلت، احذري فإن الله يغار أن تنتهك حرماته، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: (إِنَّ الله -تَعَالى- يَغَارُ، وغَيرَةُ الله -تَعَالَى-، أَنْ يَأْتِيَ المَرء ما حرَّم الله عليه).
احذري وخذي العبرة ممن لم يتعظ، فبعضهن -والله- لما كشف أمرها انتحرت فخسرت الدنيا والآخرة.
أختنا: أنت قادرة على نسيان ما مضى، والبدء بحياة مستقيمة مع زوجك، واعلمي أن الحياة الطبيعة مع الزوج ليست مثالية بل سيكون فيها مشاكل وإهمال، تلك طبيعة كل حياة أسرية، فلا تطلبي المحال في قادم حياتك، ولا تبرري الخطأ بأي طارئ، ولا تقولي هل سينسيني الزواج ما قد حدث، فحتى لو كنت غير متزوجة لا يحل لك شرعًا الوقوع في ما حرم الله، وكم من أخوات صالحات، عاشت حياتها كلها دون أن يلمسها أحد، ولم تفكر في معصية الله تعالى.
عليه: فلا تبني توبتك على زواجك، فالمرأة الحرة المسلمة لا يدفعها قط إهمال زوجها لها أن تهتك حرمات الله، وأن تقع فيما حرم الله تعالى، وعليه فلا يعني وجود مشاكل ما -وهذا طبيعي- أن تهربي إلى المعصية، وإلا فلماذا وضعت الحدود ووجدت الجنة والنار؟
أختنا الكريمة: حتى تتخلصي من هذا البلاء لا بد من أمور:
1- لا بد من إحداث توبة صادقة لله تعالى، ومن شروط تلك التوبة: الإقلاع والندم والعزم على عدم العودة، وحتى يتحقق العزم لا بد من قطع كل وسيلة تواصل بينك وبين هذا الشاب، امسحي رقم هاتفه أو إيميله أو أي وسيلة كانت، وبعد ذلك غيري رقم هاتفك وإيميلك، وكل ما يمكنه أن يصل به إليك.
2- الشاب أنت تعلمين أنه مخادع، وقد ضحك عليك الشيطان واستغلك الشاب، فاحمدي الله على المعافاة ، أغلقي هذا الباب فوراً وللأبد.
3- تذكري كلما حدثتك نفسك بالمعصية أن لله غضبة، وأن ستره المرخي لا يدوم.
5- لا تخبري أي أحد بما كان ولو كان من أقرب الناس لك، وحتى بعد الزواج، لا تخبري زوجك بهذا الماضي حتى لو أصر عليك، بل وامسحي رسالتك لنا من على إيميلك، حتى لا تقع في يد أي أحد.
اجتهدي في الاستغفار والإكثار من النوافل، والصيام، والصحبة الصالحة، والإحسان إلى الوالدين على قدر ما تستطيعين والدعاء أن يذهب الله هذا الهم عنك، ونحن بدورنا سندعو الله لك.
نسأل الله أن يردك إلى الحق ردًا جميلاً، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، والله الموفق.