عند ترك الدواء يعود لي الوسواس القهري الجنسي، فماذا أفعل؟

2025-02-09 03:18:46 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرغب في فهم حالتي، فأنا منذ الصغر أشعر برغبة جنسية متكررة، ولم أولها أي اهتمام، ومع ذلك ازدادت بشكل ملحوظ خلال الدراسة الجامعية، مما دفعني إلى ممارسة العادة السرية، وأنا بنت بكر غير متزوجة، ولكني أشعر بالإثارة طوال اليوم.

علمًا بأني أعاني من تكيسات المبايض، ومقاومة الإنسولين، ومؤخرًا أصبت بالسكر من النوع الثاني، ولدي زيادة في هرمون سيروتونين، وأنا -الحمد لله- ملتزمة وأحافظ على الصلاة، ومنتقبة، وليس لدي غير الله ولا أرغب بإغضابه نهائيًا.

ذهبت إلى العيادة النفسية وبعد الكشف قالوا: لديك وسواس قهري جنسي واكتئاب، علمًا بأني عندما أتناول الأدوية النفسية أشعر بالراحة، وأظل لفترة طويلة بدون رغبات، وعند ترك الدواء تعود الرغبة الجنسية من جديد والإثارة، فهل ما أعانيه بالفعل وسواس قهري ومرض نفسي، أو ماذا؟

أرشدوني، وادعوا لي بالزوج الصالح والهداية.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا أردنا تعريف الوسواس القهري الجنسي، فهو اضطراب نفسي يتسبب في حدوث انحراف سلوكي، وينتج عنه تصرفات وأفكار جنسية غير مألوفة، وبالتالي يفقد الشخص السيطرة على تصرفاته، وينتج عنه أفعال لا تعبر عن شخصيته الحقيقية، مما يؤثر سلبًا على وضعه الاجتماعي، وعلى علاقته بأسرته وأصدقائه، وتتوتر حياته ككل، ويصاب بأمراض نفسية وجسدية قد تصل للإدمان، أو الانتحار، أو ارتكاب الجرائم المشينة.

العلاج السريع ينقذ الشخص من الوقوع في كل هذه الأضرار، ولا أظن أنك تعانين من هذا المرض.

أما الشعور بالحاجة إلى ممارسة الجنس، فهذه من الأمور الفطرية التي يمكن كبح جماحها والسيطرة عليها، بما جاء في السنة المطهرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" [مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ].

المعنى: أن الصوم يقي الشباب ويحميه من الأفكار الجنسية الملحة، والمداومة على الصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن، والبعد عن المثيرات الجنسية والأفلام الإباحية، يقلل من الشعور بالشهوة ويطفئها.

أما إطلاق العنان لتلك المشاهدات فسيؤدي إلى التفكير في الجنس وممارسة العادة السرية، فعليك بالدعاء والاستغفار، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10- 12].

أما الشعور بالاكتئاب فذلك يعود إلى اضطراب هرمون السيروتونين الموصل العصبي في الدماغ، ويمكن الحصول على هرمون السيروتونين بشكل طبيعي، من خلال الخروج للمشي في الشمس، ومن خلال الانخراط في العمل الاجتماعي، وعمل الزيارات العائلية، والانتظام في الصلاة، وورد القرآن اليومي، والصدقة حتى ولو بالقليل.

يمكن تناول أدوية الاكتئاب لمدة لا تقل عن سنة كاملة، ولا يصح التوقف عن تناولها بعد 3 شهور، ووظيفة الدواء هي ضبط مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، وهو الهرمون الذي يساعد في ضبط الحالة الصحية والمزاجية والنفسية، ومن أفضل الأدوية التي لا تترك مضاعفات جانبية هو دواء (escitalopram)، والاسم التجاري له هو (cipralix)، وجرعته 10 ملغ لمدة شهر، ثم 20 مل لمدة 10 شهور، ثم العودة إلى جرعة 10 ملغ لمدة شهر، ثم التوقف عن تناوله.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح، والذرية الصالحة عاجلاً غير آجل.

ندعو الله لك بالصحة والعافية والسلامة.

www.islamweb.net