نادم على تسرعي بقرار الزواج وأفكر في الطلاق، فما رأيكم؟

2025-02-09 03:38:26 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت خاطبًا وحصل خلاف بسيط بيننا، وانتهى الأمر بفسخ الخطبة بين يوم وليلة، كانت هذه المرة الثانية التي أفسخ بها خطبتي، شعرت حينها بالحزن والإحباط، وقررت أن لا أتزوج أبدًا؛ لأني تعبت نفسيًا من فشل التجربة، وكانت والدتي تحدثني عن ابنة خالي، وبعد أسبوع فقط من فسخ الخطبة خطبتها بدون تفكير، واستمرت خطبتنا 5 - 6 أشهر مع التجهيزات والزفاف.

بعد الزواج اكتشفت أني لم أكن مستعدًا لهذا الزواج، وبدأت ألوم نفسي على ذلك، أكملنا 3 سنوات ولم أتأقلم مع زوجتي، وحملت من الشهر الأول وبيننا طفلة، صبرت من أجل طفلتي ولكني لا أستطيع التأقلم، ولا أريد ظلمها بقرار الطلاق، والطلاق سيغضب والدتي وخالي مني، ولن أتمكن من رؤية طفلتي دائمًا، فماذا أفعل، هل أصبر وأتحمل نتائج قراري الخاطئ؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يصرف عنك ما ألم بك، إنه جواد كريم.

الأخ الكريم: من أخبرك أولاً أن الزواج هذا خطأ؟ من أوهمك أن السعادة فيه محال؟ ثم من أعلمك بأن اختيارك كان خاطئاً؟ أتدري -أخي- لماذا سألناك هذه الأسئلة؟

سألناك هذه الأسئلة لما يلي:
أولاً: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:« إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. - قال: - فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت » رواه مسلم. فالشيطان يضع العداوات بين الزوجين، وأكثر من تزوج مر بهذه المرحلة، مرحلة سطوة الشيطان عليه، وسطوة عدم فهم طبيعة الحياة الزوجية، فيظن واهمًا أن اختياره كان سيئًا، وأن زوجةً غير زوجته ربما كانت أفضل له، وأنه لو رجع إلى الوراء لاختار غيرها، دون أن يدري المسكين أمرين:

الأول: أن الزوجة الآن قد أصبحت حلاله، وطبيعة الشيطان أن يزهدك في الحلال مقابل الحرام.

الثاني: أن الزوجة الآن قد عرفتها عن يقين بلا تجمل، فعرفت معايبها ومحاسنها، بخلاف غيرها التي لم تر منها إلا وجهها الخارجي، أو حديثها خلف القناع الظاهر، ثم لو قدر له وتزوج مأموله؛ لتبين له بعد فترة قصيرة أن المسألة كانت أيسر مما توهم، وأنه كان مخطئًا في تعجله.

ثانيًا: إننا نقول لك ذلك، وقد وصلت لنا مئات الرسائل ممن تعجل طلاق زوجته تحت وطأة البحث عن الأفضل، ثم ما لبث أن ندم على اختياره، وعلى وضعه المزري الذي فيه، ولم يعد قادرًا على العودة إلى زوجته وأولاده، ولا الحصول على مأموله الذي أضحى سرابًا.

ثالثًا: لن تتغير حياتك -أخي- طالما تنظر إلى زوجتك من هذا المنظار الذي صنعه الشيطان، وساعدته ظروف الزواج، غيِّر تلك النظرة لتستمع بحياتك وزوجتك، غير تلك النظرة لترى زوجتك على حقيقتها، على ما فيها من محاسن ومساوئ، أيضًا انظر إلى نفسك نظرةً منصفةً لتعلم أن لك محاسن تحمد عليها، ومساوئ لم تكن تتمناها زوجتك.

رابعًا: زوجتك هذه هي قدرك -يا أخي- ولو سألت عنها 10 سنين، وصليت صلاة الاستخارة 100 مرة ما تزوجت إلا هي، لأنها نصيبك، وهي قريبتك، فلا تتعجل هلاك بيتك، ولا تفرق بينك وبين ابنتك، ولا تضع حواجز بينك وبين زوجتك، يصعب بعدها إصلاح ما كان.

خامسًا: نرجو منك أن تأخذ ما مضى بعين الاعتبار، وأن تعيد القراءة مرةً واثنتين وثلاثًا، وأن تحصن نفسك بالأذكار صباحًا ومساءً، وأن تحافظ على صلاتك وعبادتك، وأن تبتعد عن المعاصي وأصحاب السوء، فإن كل هذه عوامل إيجابية لتحسين وضعك النفسي.

ثم اعلم -أخي الكريم-: أنه لا توجد فتاة كاملة، كما لا يوجد رجل كامل، فزوجتك فيها عيوب، وعندها مميزات، فاحذر أن يضخم لك الشيطان معايبها، ويحقر لك حسناتها فيضيق عليك عيشك، ويكدر عليك حياتك.

نرجو من الله أن يصرف عنك كيد الشيطان، وأن يرطب قلبك، وأن يؤلف بينك وبين زوجتك إنه جواد كريم، والله الموفق.

www.islamweb.net