بعد الخطبة تغيرت مشاعري نحو خطيبتي، فما الحل؟
2025-02-09 22:58:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خطبت منذ سنتين ونصف ابنة خالتي، كان عمري 18 سنة، خطبتها والدتي؛ لأنها متدينة وخلوقة وجميلة، والدتي تعرفها حق المعرفة، وهي من طالبات حلقات القرآن.
خطبتها بشكل رسمي، وحينما رأيتها ذهلت من جمالها وأحببتها فورًا، أرسلت لها الهدايا والفتاة تبادلني المشاعر ذاتها، كنت أسعد شخص في الكوكب حينما أتذكر ابتسامتها، لكني في الفترة الأخيرة بدأت أشعر بالوساوس وانعدام المشاعر تجاهها، حصل هذا بعد التواصل معها لشهرين، وبشكل مفاجئ، أشعر بالقلق من الزواج، وتقلب المشاعر، وأحيانًا أكون طبيعيًا بدون وساوس، ولكن المشاعر ليست كما في السابق، أحيانًا أكون متحمسًا لمراسيم الزواج، وأحيانًا أكون خائفًا ومترددًا.
علمًا أنه لم تحصل بيننا أي مشكلة أبدًا، ولكن الوساس تدفعني لأشياء سخيفة، ومشاعري لا أفهمها، وأفكر هل سأكون سعيدًا بعد الزواج؟ وزواجنا بعد شهر من الآن وكل شيء جاهز، هل ستستمر هذه المشاعر بعد الزواج، أم وجودها معي يغير ذلك؟
حينما أسمع خبر خطبة أو عقد قران أو زواج، أتضايق كثيرًا، وأشعر بالإحباط، وأني غير سعيد مثلهم.
ذهبت إلى عدة مشايخ، منهم من قال: عين، ولكن ليس بي أعراض العين، والأغلب قالوا: إني سليم ولا أعاني من شيء، وأنفقت الكثير من المال في العيادات النفسية، وعلى الأدوية والاستشارات، دون جدوى.
أتمنى أن تعود حياتي ومشاعري السابقة، كنت أدعو الله بأن ييسر ذلك الزواج، وأن يقربنا بالحلال، وبالفعل حدث ذلك، وأهلها يسروا علي كثيرًا، ولكني الآن أعاني من القلق والضيق والخوف بخلاف السابق.
أريد مساعدتكم -بارك الله فيكم-.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجلب لك الطمأنينة والسكينة والأمن والأمان.
لا شك أن اختيار الوالدة بنت أختِها وإعجابك بها، وكون هذه المخطوبة من طالبات القرآن الكريم، وما حدث بينكما –ولله الحمد– من ارتياحٍ وانشراحٍ وقبولٍ مشتركٍ يُعطي مؤشرات إيجابية -بإذن الله تعالى-، وما حدث بعد ذلك من تغيُّر له علاقة بالهموم المتعلقة بالزواج ومراسيم الزواج، ومواجهة المجتمع، واهتمام كل من الزوجين بأن تخرج مراسيم الزواج في أكمل الصور؛ كلُّ ذلك يجلب نوعًا من التوترات، ونوعًا من المخاوف، لأنه فعلاً تتأخّر العاطفة ويتقدّم العقل، الآن تبدأ الحسابات بالأرقام، كيف سنفعل؟ كيف سيحصل، ترى ما الذي يمكن أن يحدث؟ مثل هذه الأشياء تُؤثّر على الجاذبية التي كانت في البداية، وعليه أرجو:
أولاً: أن تُكثر من الدعاء واللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
ثانيًا: أن تتأكد وتتذكّر أنها صاحبة دين، وأنك اخترتها عن رضا، وأن من توفيق الله تبارك وتعالى للإنسان أن يجد فتاة ترتاح لها الأم أو تختارها الأم؛ لأن في ذلك معونة للإنسان على أن يقوم بكافة الواجبات تجاه زوجته وتجاه والدته.
ثالثًا: عليك كذلك أن تُكثر من الاستغفار، والصلاة والسلام على نبينا المختار.
رابعًا: عليك أن تقرأ على نفسك أذكار الصباح والمساء، وأيضًا أذكار وآيات الرقية الشرعية، وأرجو أن تمضي في هذا المشوار، ولا تُخبر بهذه المشاعر السالبة أحدًا فإنها تزول، والأمر يتغير جدًّا بعد أن تكتمل مراسيم الزواج، وتكون مع زوجتك في بيتك تحت سقف واحد، فإن كثيراً من هذه المخاوف سوف تتلاشى، وعليك بكثرة الدعاء، وأصلح ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، واحرص دائمًا على أن تُقيم مراسيم الزواج على طاعة الله تبارك وتعالى، وحصّن نفسك صباحًا ومساءً.
ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير وفي الخير.