وجدت فتاة صالحة عبر الفيس بوك..كيف أفاتح والدي بالموضوع؟!
2025-02-09 23:11:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله أنا شخص أرغب بالالتزام بأمور الدين، وأريد الاستقامة على الطريق الصحيح، ولذلك أبحث عن زوجة صالحة لي، أنا خريج كلية الهندسة، وحاليًا في الجيش، وبعد 6 أشهر سأنهي خدمتي في الجيش.
وجدت عبر برنامج الفيسبوك فتاة منقبة، وتدرس في كلية أصول الدين في الأزهر الشريف، بدأت بالتحدث معها في الخاص، وحاولت جمع المعلومات عنها، حتى أرى إن كانت تناسبني أو لا.
بعد إصراري ردت على رسائلي، وتفهمت الأمر، وتعرفنا على بعضنا، وأحسبها على خير، وبالمقابل ارتاحت لي، وأنا كذلك ارتحت لها، لكنها من محافظة مختلفة عن محافظتي، المهم أني قطعت معها الكلام، واتفقنا على عدم التحدث، لأنه فعل محرم، وفيه خلوة، وأن لا أتعرض لها حتى أتقدم لها في بيتها، وأن لا أراها إلا في الرؤية الشرعية -بإذن الله-، وانتهى كلامي معها عند هذا الحد.
أخبرت أختي التي في نفس عمرها -وهي تصغرني 4 سنوات- بالأمر، وطلبت منها التحدث معها، وأن تصبح صديقتها، حتى تتعرف عليها أكثر، ومن ثم تخبرني بحالها، وهل هي جيدة أم لا؟ وهي الآن تقوم بتحفيظ أختي القرآن، وأختي تشكرها وتثني عليها كثيرًا، وصارحت أمي بالموضوع، وأنها صديقة أختي، وهكذا.
سؤالي: كيف أخبر أبي؟ وكيف أعرف أهلها وأسأل عنهم؟ وهل في الموضوع شيء يغضب الله؟ وهل سيؤثر شكلها على إتمام الأمر؟ أفيدوني هل أترك الأمر تمامًا، وأبحث عن غيرها، أم أكمل المشوار؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نشكر لك -أيها الحبيب- تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يٌُقدّر لك الخير وييسّر لك الزوجة الصالحة، وقد أحسنت حين وقفت عند الحدود الشرعية وامتنعت عن تعاطي الأسباب التي قد تُؤدي بك إلى مخالفة أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا من توفيق الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى لك مزيدًا من الهدى والصلاح والتيسير والتوفيق، وأحسنت ثانيًا حين جعلت التواصل مع هذه الفتاة عن طريق أختك، وبهذا تجمع بين مصالح دينك ومصالح دنياك.
وما تسأل عنه من كيفية إخبار والدك بهذا الأمر شأنه سهل ويسير، فبإمكانك أن تستعين بأمّك وأختك في إيصال الأمر إليه بأنك تريد أن تخطب فتاة هي صديقة لأختك، وقبل أن تُقرروا خطبتها لا بد من السؤال عنها، فإذا طُرح الأمر هكذا على والدك بهذه الطريقة، فإنه سيتفهم موضوعك، وهو أمرٌ طبيعيٌّ جدًّا ليس فيه غرابة، كما ليس فيه إخلال بأدب أو عُرف أو عادة.
وأمَّا السؤال عن أهل هذه الفتاة؛ فيمكنكم أن تأخذوا منها عنوان سكنها ومنزلها، فإذا عرفتم العنوان فمن السهل أن تتعرفوا على الجيران في منطقتها، بأن تتعرفوا من خلال مواطن الخير والأماكن التي يرتادها أهل الحيّ الطيبون كالمسجد مثلاً، وأرباب المحلات التجارية المجاورين لمسكنهم، فمعرفة الأشياء أو المعلومات التي تريدون معرفتها عن الأسرة أمره سهلٌ يسير، كما أنه يمكن الاستعانة بالنساء في زيارات عائلية لهذه الأسرة والتعرُّف عنها عن قُرب.
فإذا رأيتَ أنها فتاة تصلح لك، ونظرت إليها النظرة الشرعية قبل الخطبة -إذا تمّ القبول من أسرتها-، فتوكّل على الله سبحانه وتعالى، وأتمم بقية إجراءات زواجك، أمَّا إذا رأيتم في سؤالكم عنها ما يدعو إلى الانصراف عنها، أو أنك لم ترتضها بعد نظرتك الشرعية إليها؛ فاصرف النظر عنها وابحث عن غيرها، النساء كثيرات، واستعن بالله، واسأل الله أن يُقدّر لك الخير، ويختار لك ما فيه صلاحك دينًا ودُنيا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الأمر ويُقدّر لك الخير.