أفكر في طلاق زوجتي لأنها لا تلبي رغباتي!

2025-02-09 23:23:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تزوجت من مطلقة زواجًا تقليديًا في فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر، حينما تزوجنا كنت بعمر 29 سنة، وهي 35 سنة، زوجتي يسرت لي أمور الزواج آنذاك، ولم تطلب شيئًا، وأنا أقدر ذلك، وإلى الآن لم أخبر أهلي أنها مطلقة، لأنه أمر لا يخصهم، علمًا أني لم أتزوجها من أجل المال، فعائلتها متواضعة مثل عائلتي، لكني اخترتها لأنها سهلت أمور الزواج، ولأني ارتحت لها في ذلك الوقت.

يسر الله لي عقد عمل في الخارج، فتحسن وضعي المادي، والآن عمر زوجتي 45 سنة، وبانت عليها علامات الكبر والبدانة، طلبت منها كثيرًا الاهتمام بجسمها ليكون رشيقًا، وتخاصمنا على هذا الأمر عدة مرات، فأنا لا أستمتع بها بسبب وزنها، ولا ترغب بالتقبيل، ولا تشعرني بأني متزوج من امرأة تغنيني عن النظر إلى غيرها.

أفكر مليًا بالطلاق؛ فلا يمكنني التعدد في بلادي، ولأنها امرأة أصيلة وصبرت معي لا أريد أن أظلمها، خاصة وأن لدينا طفلين، فقررت أن أهب لها نصف المنزل، وأرسلت لها سيارة باسمها من الخارج، وأفكر أن أعطيها جزءاً من قطعة أرض فلاحية أملكها لتأمين مستقبلها، وحتى ترضى ويطيب خاطرها.

مشكلتي الحالية أنها لا تريد الطلاق، خوفًا من أن يقال عنها مطلقة مرة أخرى، وترفض إنقاص وزنها، وتكيفت مع الحياة الزوجية معي، وكل اهتمامها بالأطفال، ومستقرة ماديًا، وبذلك نالت كل ما تتمناه من الزواج، بخلافي أنا، وحاليًا أفكر بالزواج من فتاة صغيرة تسافر معي وتلبي احتياجاتي، فهل لي الحق في الطلاق بعد تأمين حياتها هي والأطفال؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وسعدنا بحسن العرض للسؤال، وأفرحنا جدًّا معرفتك لمعروف هذه الزوجة وما قامت به من أجل أن تيسّر لك أمر الزواج، وأفرحنا أيضًا أنك لم تُخبر أهلك بأنها أكبر مِنك سِنًّا، وهذا يُعتبر نجاحاً، وفعلاً الأمر يخصّك، ونسأل الله أن يُديم بينكما الألفة والمحبة.

نحن لا نؤيد طبعًا مسألة الطلاق، ولكن طبعًا لا مانع من الناحية الشرعية من أن تتزوج بثانية، حتى لو رفضت وتضجّرت، فإن هذا خيرٌ لها وخيرٌ لك، وفي النهاية العلاقة ستستقر، والشريعة شرعت للإنسان أن يتزوج مثنى وثلاث ورُباع، ويظهر أن الوضع الاقتصادي أصبح مؤمَّنًا، ووضعك الاقتصادي يقبل هذا، فاجتهد في أن تتزوج بثانية، ولو كان ذلك في البلد الذي تعمل فيه، لكن لا نؤيد فكرة الاستعجال بطلب الطلاق، وفعلاً سيُؤثّر عليها، ويُؤثّر على الأبناء أيضًا، ونسأل الله أن يُعينكما على الخير.

إذًا الذي نميل إليه ليس الطلاق، ولكن الذي نميل إليه هو أن تُرتّب أوضاعك وتحاول أن تتزوج بثانية، وهذا ما يُبيحه لك الشرع، ونخشى إذا حدث طلاق أن يكون الضحية في ذلك هم الأبناء، وعلى كل حال: أنت صاحب القرار، لكن الطلاق لا يُفرح سِوى عدوّنا الشيطان.

وأرجو أن تستمر في نُصحها من أجل الاهتمام بنفسها؛ حتى تُحقق لك ولنفسها العفاف، ونحب أن نؤكد أن الكثير من المتميزات برعاية أبنائهنَّ لا يعرفنَ أهمية وحاجة الزوج إلى العلاقة الخاصّة، وبالتالي قد تحتاج إلى بعض التوجيهات، وحبذا لو جعلتها أيضًا تتواصل مع الموقع؛ لتعرض ما عندها حتى تستمع إلى التوجيهات من مستشارين ومستشارات، ونسأل الله أن يُعينكما على الخير.

www.islamweb.net