لم أعد أحب زوجتي كالسابق لذلك أفكر في طلاقها!
2025-02-02 02:18:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوج، وهنالك خلافات بيني وبين زوجتي، ومن الممكن أن يتم الطلاق، مع العلم أن زوجتي حبلى، لكننا اتفقنا على الإجهاض قبل أن يكمل الحمل 42 يومًا؛ لأن قرار الانفصال سيقع، وأنا أردت إنزال الجنين؛ بسبب خوفي أن يتربى بعيدًا عن الأسرة، ولكني خائف من غضب الله عليّ، أنا لا أريد الكذب على زوجتي، لأني لم أعد أحبها كالسابق.
أرجوكم، ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخانا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.
ونحن -أيها الحبيب- ندعوك إلى التريث والتمهل قبل اتخاذ قرار الطلاق، وما سميته من عدم حبك لزوجتك ليس مسوغًا كافيًا للطلاق؛ فهذا أمر طبيعي أن يكون تعلق الرجل بزوجته بعد أن تزف إليه ويمضي معها أيامًا ويخالطها ويعاشرها، ليس مثل تعلقه بها قبل هذه المرحلة، فهو أمر فطري موافق لفطرة هذا الإنسان وطبيعته.
والبيوت لا تبنى على الحب وحده، بل تبنى على الحب وما يصاحبه من أخلاق الزوجين وحسن تعاملهما، كما يروى عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "فأين الرعاية والتذمم"، ليس كل البيوت تبنى على الحب، فأين الرعاية والتذمم، أي أن قيام كل واحد من الزوجين برعاية الآخر وحفظ حقوقه، وإحسان معاشرته، ومعاملته كفيلة بأن تحافظ على البيوت وتديم التعاون والألفة بين الزوجين.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد أرشدنا أيضًا في الحديث إلى عدم الانجرار وراء المشاعر التي يحاول الشيطان أن يوجدها في القلب ليفرق بين الزوجين، ونرشدك إلى عدم الانجرار وراء مشاعر الكراهية والنفور، ومحاربة هذه المشاعر بما يدفعها ويزيلها، فقد قال -عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح مسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر".
أي لا يبغض الرجل زوجته لمجرد بعض الصفات التي يكرهها، وينبغي له أن يقارن بين هذه الصفات والصفات الحسنة المحمودة المحبوبة، وستنتج هذه المقارنة نوعًا من التوافق والتقارب، وسيجد شيئًا من الحب يدفع ذلك الشعور بالبغض والكره، فنحن ندعوك أولاً -أيها الحبيب- إلى ضرورة التمهل والتريث قبل حدوث الطلاق.
وأما عن حدوث الإجهاض في هذا السن قبل أن يكمل 42 يومًا، فإن أكثر العلماء أيضًا اتفقوا على تحريمه ومنعه، لاعتبار أن الجنين في طريقه إلى النمو والاكتمال، كما أن من العلماء من يرى بأن الروح تنفخ في هذه المرحلة أيضًا، ومن ثم فالإجهاض في هذه المرحلة هو محل إشكال كبير لدى كثير من العلماء، وإن كان ثم فريق يجيز الإجهاض في هذه المراحل إذا دعت إليه حاجة، فإذا أخذتم بهذا الرأي فهو أمر جائز لكم، ولكننا لا ننصح به، ولا ننصح بالطلاق قبل ذلك كما بينا.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لكما الخير.