أتثاءب كثيراً عند ذكر الله تعالى.. فهل ذلك من الحسد؟

2023-05-30 03:58:38 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.

أرجوكم منكم الرد على سؤالي.

أتثاءب كثيراً عندما أصلي، وعند قراءة القرآن، وعند ذكر الله، رغم أني لا أكون راغبة في النوم، وكذلك أشعر بعدم التوفيق وبركة الوقت في هذا الفصل، فأنا طالبة في كلية الطب، وقد حصلت على معدل عال جداً في الفصل الأول، فهل هذا دليل على حسد؟ وإن كان كذلك، فما العلاج؟

الامتحانات قريبة، وأنا طالبة ذكية ومجتهدة، ولا أعرف ماذا حدث لي هذا الفصل.

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح، وأن يصرف عنك كل سوء ومكروه.

ونصيحتُنا لك تتمثّل في أمور:
أولاً: المحافظة على ذكر الله تعالى، وخاصة الأذكار الموظفة خلال اليوم والليلة، أي الأذكار التي لها أوقات وأحوال ومناسبات، كأذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، ودخول الحمام والخروج منه، وأذكار بعد الصلاة، ونحو ذلك، فلازمي ذكر الله سبحانه وتعالى وداومي عليه، فإن ذكر الله حصنٌ حصين.

ثانيًا: ننصحك - ابنتنا العزيزة - بأن لا تفتحي على نفسك باب هذه الأوهام، فإن الوهم إذا سيطر على النفس ثَقُلَ عليها، وربما كان سببًا للتشاؤم وعدم الإنجاز، فاعتصمي بالله سبحانه وتعالى، ولوذي به، وأكثري من ذكره، ولن تجدي إلَّا خيرًا.

ثالثًا: بالنسبة للتثاؤب: قد ورد في الحديث أنه من الشيطان، لأن الشيطان يحب أن يكون هذا الإنسان كسولاً عاجزًا عن تحصيل ما ينفعه، فالشيطان يفرح حين يرى المسلم كسولاً متباطئًا عن فعل ما ينفع، ولهذا أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- المتثائب أن يكظم ما استطاع، حتى لا يكون على هيئةٍ يفرح الشيطان برؤيتها.

أمَّا أن نجعل التثاؤب علامةً على أن الإنسان قد أُصيب بالعين أو بالحسد، فهذا ليس عليه دليل من كتاب الله ولا من سُنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وإن كان بعض المشتغلين بالرقية الشرعية يقولون ذلك؛ لكن لا يصحّ التعويل على ذلك والركون إليه، فإن هذه المشاعر تملأ النفس بالسلبية، وتعوقها عن الجدّ والحرص على ما ينفع.

وأمَّا ما تُعانينه من عدم البركة في الوقت؛ فإنه يعود إلى أمور:
أولاً: عدم الترتيب الجيد لاغتنام الأوقات وترتيب الأعمال.
ثانيًا: وقوع الإنسان في معاصٍ، يمحق الله تعالى بها بركة عمره ووقته.

والعلاج لكلا الأمرين هو:
- أن يُبادر الإنسان ويُكثر من الاستغفار، ويُداوم التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ويُراقب نفسه في فعل ما أمره الله به واجتناب ما نهاه عنه.
- يُحسن الترتيب والتنظيم لأوقاته، فيُقدّم ما هو أهم، ويُؤخر المهم.

وهكذا ستجدين نفسك -إن شاء الله تعالى- مُنجزةً لأعمالك، محقِّقة لما تتمنينه من النجاح والتوفيق.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وييسّره لك.

www.islamweb.net