بعد تدخين الحشيش لم أعد أفرق بين الحلم والواقع!
2023-06-18 02:23:07 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
مشكلتي بدأت عندما دخنت الحشيش، انتابني شعور بالخوف والفزع، وإحساس بموت وشيك، وكأنني أكاد أفقد عقلي، لا أدري ماذا كان؟ شيء مخيف، فقد كنت خائفاً من أشياء كثيرة، وبعد شهر من الحادثة بدأت تعود إلي بشكل شبه يومي، حتى جاء ذلك اليوم عندما استيقظت وشعوري كان وكأنني لم أستيقظ.
نظرت للمرآة، وسألت نفسي من أكون؟ وماذا أفعل؟ لم أعد أفرق بين الواقع والحلم، أشعر بأني ميت بلا مشاعر، بلا تفكير، وكأن حواسي متوقفة.
أشعر بأنني أرى الدنيا من خلال شاشة تلفاز، أشعر أني مجرد كاميرا تصور الدنيا فقط، وكأن حاجزاً شفافاً يفصلني عن كل العالم والواقع، الوجوه غريبة، والدنيا غريبة، حتى وأنا أكتب كلامي أتساءل: هل أنا أكتبه فعلاً؟
أرجوكم ساعدوني، وقولوا لي ما هي المشكلة؟ فكل شعوري غير حقيقي، ولا حتى تفكيري، هل جننت؟ هل لا زلت عاقلاً؟ هل تعرضت للتلف بدماغي؟ وتأخر الوقت على علاجه؟
لم أعد أحتمل، سيصل بي الأمر لوضع حد لما تبقى من حياتي، أنا الابن الأكبر للأسرة، توفي الوالد، وأنا متكفل بمسؤوليات كبيرة، وهذا ما يثقلني، هل خلقت للعذاب؟ هل الله غاضب علي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في استشارات إسلام ويب.
أخي الكريم: أنت -إن شاء الله- لست بمجنون ولست بضائع، والله لطيف بعباده، لذا أرجو ألَّا تعتقد أن الله غاضب عليك، فالله غفور رحيم.
أخي الكريم: باختصار شديد: حالتك أنك حينما دخّنت الحشيش حدث لك اضطراب في كيمياء الدماغ، هنالك مواد تُسمّى بالموصّلات العصبية منها مادة الدوبامين، والسيروتونين، والنورأدرينالين، حصل فيها اضطراب وأدى إلى حالة ذهانية حادّة، لكنّها محدودة، بعد ذلك حصل لك ما نُسمّيه باضطراب الأنّية أو التغرُّب عن الذات، وهو نوع من القلق النفسي.
هذه هي الحالة باختصار -أيها الفاضل الكريم- طبعًا الخطوة الأولى هي أن تعرف أن الحشيش مضر ولا يُناسبك أبدًا، وقطعًا لم تحاوله مرة أخرى، ولهذا يجب أن يكون قرارًا حازمًا جدًّا، وأن تستغفر الله على ما مضى، وأن تكون توبتك توبةً نصوحاً، وبهذه الكيفية -أي بالتوبة- سوف تتسلّط عليك نفسك اللوامة لتُدخلك -إن شاء الله- تعالى إلى مرحلة النفس المطمئنة، وتنهزم تمامًا النفس الأمّارة بالسوء.
أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تستعمل أدويةً بسيطةً جدًّا، ستضعك -إن شاء الله تعالى- على المسار الصحيح، وسوف تُصحح كيمياء الدماغ بصورة سليمة جدًّا.
الدواء الأول يُعرف باسم (توفرانيل Tofranil): هذا هو اسمه التجاري، واسمه العلمي (إميبرامين Imipramine)، وهو دواء بسيط جدًّا، وسليم، وزهيد الثمن، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا لمدة عشرة أيام، ثم تجعل الجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.
أمَّا الدواء الآخر فيُعرف باسم (سولبيريد Sulpiride) هذا أيضًا دواء بسيط، وزهيد الثمن، السولبيريد له أسماء تجارية كثيرة، منها (دوجماتيل Dogmatil)، أرجو أن تتناوله أيضًا بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، كلا الدوائين من الأدوية البسيطة والسليمة والفاعلة، -وإن شاء الله تعالى- سوف تساعدك كثيرًا.
الأمر الآخر هو: أن تُحقّر كل الأفكار السلبية، أن تمارس الرياضة بانتظام، أن تنتظم في الصلاة، وخاصةً الصلاة مع الجماعة، وتكون حريصًا على الأذكار، أن تتجنب النوم النهاري، أن تتجنب السهر، وأن تنام مبكّرًا، وأن تكون لك ممارسة رياضية؛ فأي نوع من الرياضة -إن شاء الله تعالى-سوف يُساعدك كثيرًا.
حالتك بسيطة، حالتك مختصرة، وقد أحسنت أنك تواصلت معنا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، ونسأل الله تعالى الرحمة لوالدك ولجميع موتى المسلمين، -وإن شاء الله تعالى- المسؤوليات الأسرية أنت لها، فمن أجمل الأشياء في الدنيا أن يكون الإنسان نافعًا لنفسه ولغيره.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.