في حال قررت الرحيل إلى بلد مسلم هل يحق لي حضانة طفلي؟
2023-06-20 02:57:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الثلاثين من العمر، متزوج من فتاة من بلدي، ومقيمان في ألمانيا، تعرفت عليها في ألمانيا من خلال دراستنا في الجامعة، لدينا طفل عمره 10 أشهر، والمشاكل بيننا لا تنتهي، نريد الانفصال، ولكن المشكلة أنها تريد حضانة الطفل لها، وتريد الإقامة الدائمة في ألمانيا، وأنا لا أريد أن يربى الطفل في هذه البلاد، أريد أن أستقر في بلد مسلم آخر، وهي مصرة أن تبقى وتبقي الطفل معها.
للعلم كانت على بينة قبل الزواج أنني لا أريد الإقامة الدائمة في هذه البلاد، وأنني -قريباً- بعد الانتهاء من دراستي وبعد جمع مبلغ معين، أود الاستقرار في بلد مسلم بجانب أهلي.
سؤالي: في حال قررت الرحيل إلى بلد مسلم، فهل يحق لي أم لها حضانة الطفل؟
ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فؤاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك - أيها الأخ الكريم - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك على أن ينشأ هذا الطفل في بلدٍ مسلم، ونسأل الله أن يُعينكم على الطاعة.
بدايةً كنّا نودُّ أن نعرف عن دين هذه المرأة وحرصها عليه وحُسن تربيته، ونعتقد أن الحل الأمثل الذي نبحث عنه هو أن يحصل بينكم وفاق، هذا الطفل في كل الأحوال بحاجة إلى الأب وبحاجة إلى الأم، ولكن نحن أيضًا نحرص على البيئة النظيفة التي يمكن أن يتربّى فيها، البيئة التي تُقام فيها الشعائر والطاعات لله تبارك وتعالى، فهل يا ترى هذا الأمر متاح هناك؟ وهل هناك مؤسسات إسلامية ومراكز يمكن أن تأويه؟ هل هي حريصة على أن تُربّيه على الدّين؟
هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة، ولكن نحن دائمًا ننصح في هذه السّن، أن تذهبوا جميعًا إلى بلد إسلامي، بلد فيه عونٌ على الطاعات، حتى يتجاوز مرحلة المراهقة والبلوغ، يعني لو أنه أخذ عشر سنوات في بلدٍ عربي مسلم، أو بلد مسلم تُقام فيه الشعائر وترتفع فيه أصوات المؤذنين؛ فإن في هذا خيراً كثيراً له.
بعد ذلك سيتمكّن منه الإيمان والدّين، وعندها لن يضرّه استقرَّ هنا أو هناك كثيرًا، مع أن الإنسان دائمًا في حياته ينبغي أن يبحث عن البيئة التي فيها إرضاء لله.
ولا يجوز للإنسان أن يمكث طويلاً بين أظهر المشركين، كما هو توجيه رسولنا الأمين -عليه صلاة الله وسلامه- لأن الإنسان في البلاد الإسلامية، وإن وجد الشر في بعضها لكنه يجد على الخير أعوانًا، ويجد المؤسسات الشرعية والمساجد والدروس، وهذه الأمور المفيدة.
عليه نقترح عليك أولاً: إدارة حوار معها، والتفاهم معها حول هذا الأمر، وأهم من ذلك أن تكونوا متفقين على الخطة التربوية للولد، ونحن نتمنَّى أن تتفقوا أيضًا في حياتكم كأزواج، ثم تتفقوا في كل الأحوال، حتى لو اختلفتم في الخطة التربوية التي ينبغي أن تكون لهذا الطفل، وأنا لا أدري عن القوانين هناك في ألمانيا، لكن من الناحية الشرعية: الطفل في هذه السنّ لا يزال عندها، ولكن إذا كان عندك ما يُثبت أنها لا تقوم بواجبها، فيمكن أن يُخيّر هذا الطفل بين الذهاب لأُمِّه أو الذهاب لأبيه؛ ولذلك نحن ندعوك إلى الإحسان للطفل، وإكرامه، والاهتمام به، والحرص على أن تكسب قلبه؛ لأن هذا هو المهم، لأن القلب يميل إلى الجهة التي تحتفي به وتهتمّ به.
أكرر رغبتنا في أن يكون معك في بلد مسلم بجانب أهلك، وأرجو أن تصلوا إلى أنصاف الحلول، يعني: أن تقضوا مثلاً فترة في البلد المسلم ثم بعض الوقت عندها هناك، يعني: لو ترتّبون على وضع، بهذه الطريقة، حتى يتجاوز هذا الطفل المرحلة العمرية التي هو فيها، فنحن نعتقد أن في هذا المصلحة.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، وننتظر مزيدًا من التواصل ومزيدًا من التفاصيل، عن حال المرأة ودينها، وعن وضع الطفل، وعن الأمور المُهدّدة المُخيفة بالنسبة له، بل عن أسباب الخلاف الذي بينك وبينها، حتى نستطيع أن نضع معكم النقاط على الحروف.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.