بعض مستخدمي النت يتهمونني بما أنا بريء منه، فماذا أفعل؟
2025-02-12 21:58:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات، ويشفي مرضانا ومرضى المسلمين -إن شاء الله-.
هناك بعض السفهاء على مواقع التواصل الاجتماعي ينادونني بالساحر وابن الساحرة، فقط لأجل جنسيتي؛ ولأن فئة قليلة -لا تكاد تلاحظ- في بلدي تمارس السحر، ولست الوحيد الذي يعاني من هذا الموضوع، إذ أصبح الأمر مزعجًا للغاية! ما أريد استفساره هو: بحكم كون السحرة كفرة لإشراكهم بالله، وعدم الخوف من عقابه، فهل من يناديني بهذا اللقب يكون قد كفرني؟ وكيف أتعامل مع هؤلاء السفهاء؟
أعتذر عن إزعاجكم، لا تنسوا الصلاة على محمد -صلى الله عليه وسلم-، وجزاكم الله خيرًا جميعًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يرزقنا جوار النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، إنه جواد كريم.
أخي الكريم: لقد كفيتنا وكفيت نفسك الرد، فقد ذكرت في بداية رسالتك أنهم سفهاء، وهؤلاء وجودهم في الدنيا قائم غير منقطع، وأنت -الحمد لله- من خلال حديثك منّ الله عليك بالفهم والتدين، فلا تكن ممّن يسير خلف العلماء، ويستمع للحكماء، ثم ينشغل بالسفهاء.
إنك لو قرأت في السير والتاريخ، لوجدت أمثال هؤلاء قد تعرضوا لأهل الفضل والجود والإحسان، منهم على سبيل المثال ما نسب إلى الشافعي -رحمه الله- حين قال:
يخاطبني السفيه بكل قبح ** فأكره أنْ أكون له مجيبًا
يزيد سفاهة فأزيد حلمًا ** كعود زاده الإحراق طيبًا
ثم نسب إليه كذلك أن سائلاً سأله: ما الرد المناسب على سفيه يتعرض لي؟ فقال:
إذا نطق السفيه فلا تجبه ** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه ** وإن خليته كمدًا يموت
سكتُ عن السفيه فظن أني ** عييت عن الجواب وما عييت
ولكني اكتسيت بثوب حلم ** وجنبت السفاهة ما حييت
وعليه أخي الكريم: فاترك عنك الانشغال بهؤلاء وضع هدفًا لنفسك، واجتهد أن تصل إليه، وكلما ألقيت في طريق مستقبلك قاذورة من القاذورات، فتجاوزها دون أن تلتفت، فالكبار همومهم كبيرة.
أما القائل فقد أهداك ووالدتك -حفظها الله- حسنات تربحها يوم العرض، تكون رفعة لك وحسرة عليه، وأما مسألة تكفيره، فلا نحكم عليه بذلك، فأكثرهم جهلة، فإذا مر بك أحدهم في مواقع التواصل، وقال ما قال: أجبه بقول الله: {سلامًا}، ثم احظره فلا يستطيع أن يتواصل معك، ثم أتم السير في طريقك، ولا تلتفت.
نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.