مواقع الزواج تطلب صورتي..هل أعطيها لهم؟
2025-02-13 03:42:33 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري ٣٢ سنةً، لم أتزوج بعد، نصحتني صديقتي بالدخول إلى موقع للزواج، ووضع صورة لي، ولكني استحييت من أن أضع صورتي أمام الملأ، فحاولت أن أشترك في مجموعات تزويج عن طريق الواتس آب، ولكن في كل مرة يطلبون فيها صورتي أرفض؛ لأنني سمعت أن الصورة في متناول يد الشخص تختلف عن الفتاة كاشفة الوجه في الشارع؛ فهو يستطيع أن يأخذ وقته للنظر في تفاصيلها، فاستحييت من ذلك، وتواصلت معهم في شأن إرسال الصورة بخاصية أن من يراها تظهر له لمرة واحدة فقط، لكن الوسيطة رفضت؛ لأن هذا يلزم اتصالي بالخاطب مباشرةً، وهذا سيضيع أجرتها، فهل أرسل الصورة إلى الخاطبة بالطرق العادية؟
كما أنني لا أعلم هل سيحتفظ بها الرجل أم لا بنية جلب المصلحة؟ فهي الوسيلة الوحيدة المتوافرة أمامي مع كرهي لها؟ فهل أنضم إلى هذه المواقع، وأرسل صورةً خاصةً إلى من تتوافق مواصفاته مع مواصفاتي؟ وإذا أتى شخص بهذه الطريقة هل سيحترمني ويقدرني في المستقبل؟
مع العلم أن كل من حولي يلومني على خجلي الشديد مع الرجال، وتصرفاتي غير المتزنة عندما أخجل، مع أنني على العكس تماماً مع النساء، ويقولون لي بأن هذه صفة منفرة، فماذا أفعل حتى أتخلص من هذا الخجل، وأتصرف بطريقة طبيعية؟ علماً أن الخطاب الذين يأتون من جهة الأقارب يأتون لأختي؛ لأنها أكبر مني وأكثر جمالاً.
أنا لا أعمل حاليًا، وفي بحث دائم عن الشغل، ولا أحد يعرفني أو يراني، ولكن في نفس الوقت فأنا طالبة في حلقة لتحفيظ القرآن -بفضل الله-، وحريصة على عمل علاقات نسائية، ومهتمة بنظافتي الشخصية.
أرجو نصحي، ما الذي يجب علي فعله حتى أكون غير مقصرة أمام الله في الأخذ بالأسباب، ولا أندم عندما يتقدم العمر أكثر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- الحريصة على الخير، نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يضع في طريقك مَن يُسعدك وتسعدينه، وأن يُعينك على إكمال مشوار الحياة بنجاح، وأن يكتب لك الحياة السعيدة، وأن ييسر لك كل أمر عسير، وأن يفتح لك أبواب الخير على مصراعيه، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
سعدنا لوجودك في مجالس تحفيظ القرآن الكريم، وحرصك على تكوين علاقات نسائية، وأنك تهتمين أيضًا بنظافتك، وبشخصيتك، وهذه نقاط أساسية تفعلها الفتاة، واعلمي أن جمهور النساء اللائي تكونين معهنَّ معظمهنَّ تبحث عن أمثالك من الفاضلات لأخيها، أو لابن أخيها، أو لابن لخالها، أو لعمِّها، أو لأي أحدٍ من محارمها، ونعتقد أن هذا التداخل، وهذه العلاقات، مع إظهار ما وهبك الله من صفات جميلة، وذوق رفيع، وحُسن التعامل مع كبيرات السّنِّ؛ كلُّ ذلك نوع من اتخاذ الأسباب، لأنه -كما أشرنا- جميع هؤلاء الفاضلات يبحثن عن فاضلات أمثالك لمحارمهنَّ من الرجال.
أمَّا طريق الخطّاب المذكور: فنحن حقيقةً لا نميل إليه، وإذا كان هناك مجال لأن يكون هذا عن طريق زميلات الدراسة، وزميلات المجالس النسائية النظيفة؛ فإن لها أن تصف للخاطب ما عندك، وبعد ذلك إذا حصل التوافق يكون بعد ذلك الانتقال للخطوة التي بعدها، لأننا نعتقد أن كل إنسان يطلب درجات معينة في التديُّن، والجمال، والعمر، والوظيفة، والجنسية ...إلى غير ذلك؛ فإذا حصل التوافق في كل هذه الأمور، فلا مانع بعد ذلك من الانتقال للخطوة التي تليها.
والخطوة التي تليها: إمَّا أن تكون عن طريق محارمك، أو عن طريق أخوات هذا الشاب المتقدّم، وحتى تكون الأسرة أيضًا حاضرةً في هذا الاختيار والإرشاد.
أمَّا ما يحصل من توسُّعٍ فحقيقةً نحن لا نؤيده، ولا نميل إليه، ونؤكد أن حرصك على الحياء في هذا المكان هو مطلب شرعي، ولن يُضيعك، وسيأتيك الخير الذي قدّره الله تبارك وتعالى، فقد قال الله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، وقال: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا}، وقال: {أمّن يجيب المضطر إذا دعاه}، وقال: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}، وقال: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.
فقط استمري في حضور المجالس النسائية، وإظهار ما عندك من أدب وأخلاق، واعلمي أن النساء يحملن هذه الصورة التي يُشاهدنها، والأدب الذي يُلاحظْنه إلى محارمهنَّ من الرجال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
نحن نؤكد لك أنه سيأتيك ما قدّره الله تعالى لك من الخير، فإن فضل الله واسع، وخير الله عميم، واعلمي أن أفضل أنواع الزيجات هو ما يحصل بالطريقة التقليدية عن طريق الصديقات، أو الجارات، أو عن طريق العمّات، والخالات، ومعارفهنَّ، وعن طريق وجود الفتاة بين مجالس النساء الطيبة، والجمعيات الخيرية والثقافية، وحضور المحاضرات النسائية.
نسأل الله أن ييسّر لك الأمر، وأن يقدّر لك الخير حيث كان، وأن يرفعك عنده درجات.