زوجي يريد منعي من الخروج مع أخي رغم أنه مهمل لحقوقي!

2025-02-13 03:56:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا أم لأربعة أطفال كلهم أولاد، زوجي لا يقوم بأي شيء للأسرة، وأنا أقوم بكل شيء، ودائماً يكون خارج البيت، وأنا أشعر كثيراً بالملل من كثرة الضغوط.

عندي أخ -الله يبارك فيه- دكتور صيدلي، عنده صيدلية خاصة، يغلقها في تمام الساعة الواحدة صباحاً، ثم يسافر مسافة كبيرة حتى يأتي لي بسيارته، ويخرجنا أنا وابني الصغير ليدخل على قلبي السرور، ولكن عندما عاد زوجي اتصل وبدأ يهاجمني، ويقول لي: ممنوع أن تخرجي مع أخيك بعد الساعة 12.

أرجو الرد، هل واجب علي أن أوافقه، مع إهماله التام لي ولأولاده؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُصلح حال زوجك، ويُديم الألفة والمحبة بينكما، ونشكر لك -ابنتنا العزيزة- حرصك على الحفاظ على أسرتك، وبَذْلك الكبير، وجُهدك المشكور في إعانة أفراد أسرتك، والحفاظ على أولادك، وكوني على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى لن يُضيّع سعيك، فإنه سبحانه أخبر عن نفسه بأنه لا يضيع أجر مَن أحسن عملاً، وسيُخلف الله تعالى عليك كل هذه الجهود المبذولة، ويُريك ثمرة جُهدك في أبنائك -إن شاء الله تعالى- عاجلاً غير آجل.

زوجك بحاجة إلى مَن يُعينه لتغيير حاله، والخروج من هذه الحالة التي يعيشها، وتذكيره بواجبه، ودوره تجاه أولاده وزوجته، سيكون نافعًا -بعون الله تعالى-، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، حاولي أن تسلكي السبل الصحيحة، وأن تتخذي الأساليب المقبولة في تذكيره، بإبداء الحب له، والحرص عليه، وعلى الأولاد، وتذكيره بالأجر الجزيل الذي أعدَّه الله سبحانه وتعالى لمن أنفق على أولاده وزوجته، فإن الأحاديث النبوية الواردة في الترغيب في الإنفاق على الزوجة والأبناء أحاديث كثيرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد عدَّها من أفضل أنواع النفقات التي يُنفقها الإنسان في حياته، فقال عليه الصلاة والسلام: (أفضل دينارٍ يُنفقه الرجل دينارٌ يُنفقه على عياله).

تذكير الزوج بهذا المعنى، وأنه مأجور على كل جُهدٍ يبذله في تحصيل نفقة أبنائه وزوجته وأهل بيته، تذكيره بهذا المعنى ربما يبعث فيه الأمل، ويُحرّكه نحو العمل، ويشعر بأن جهده غير ضائع، وأنه في عبادة عظيمة، ومتسبّبٌ في سعادته الأخروية.

حاولي أن تُوصلي إليه هذه المعاني بلطفٍ ولينٍ، سواء كان بإخبارك المباشر له، أو بإسماعه بعض المواعظ التي تُذكره بحقوق الزوجة والأولاد، وتُذكره بالإثم الذي يقع على عاتقه إذا هو فرّط أو ضيّع، فقد قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثمًا أن يُضيَّع مَن يقوت)، يعني: أن يُضيّع مَن يلزمه أن يُنفق عليهم.

حاولي إيصال هذه الرسالة إليه بكل وسيلة ممكنة، بكلامك معه مباشرة، بإسماعه موعظة، بالاستعانة بمن له كلمة مقبولة عنده من الأقارب، وأحسني ظنّك بالله سبحانه وتعالى، أن الله قادر على هدايته وإصلاح أحواله وتغييرها.

أمَّا إذا استمر على هذه الحال ويمتنع من الإنفاق ولا يقوم بدوره؛ فإنه في هذه الحالة ليس له الحق في منعك من الخروج من البيت، ولا يلزمك في هذه الحال الطاعة له، لكن لا ننصحك بالخروج بغير رضاه، فحاولي أن تُقنعيه بالحاجة إلى هذا الخروج، وأنه القدر الممكن، وأن غير هذا ليس بالإمكان، لا سيما مع إصرارك على تضييع دورك وعدم القيام بما يجب عليك، فإن تفهّم الأمر فالحمد لله، وإن لم يتفهم فإنه لا يلزمك شرعًا أن تستأذنيه لهذا الخروج ما دام غير قائم بواجب النفقة عليه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير، وأن يهديك لأرشد الأمور.

www.islamweb.net