تريد الزواج بي وتحمل تكاليفه
2006-05-04 09:44:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
التقيت منذ 5 أشهر بفتاة عبر النت بدون أن أبحث عنها، كان ذلك قدراً والله أعلم، أحبتني وأحببتها رغم أني أخبرتها أني مفلس ولا أملك لا بيتاً ولا مالاً، ورغم كل ذلك أصرت على حبي، وأنها ترغب في الزواج بي.
مضت الأيام وطلبت أن نلتقي لنتأكد من أننا فعلاً نحب بعضنا، سافرت إليها في مدينتها، والتقيت بها لمدة ثلاثة أيام لم يحدث فيها ما يغضب الله، ثم رجعت إلى بيت أهلي، ولكن ما في الأمر أنها قالت لي: إنها ستتكفل برهن بيت؛ لأن لديها المال اللازم لذلك، وأنها ستدبر مبلغاً مالياً لكي نتدبر أمر مشروع نعمل فيه.
سبق أن أخبرتني أنها قالت لوالديها: إني أملك مالاً يمكن أن نرهن به بيتاً ونتدبر به أمور معيشتنا.
يعني: كذبت لكي تسهل لي أمر التقدم إليها، وأن يوافق والداها، مع العلم أنها أخبرتني أنه تقدم إليها العديد من الرجال المقتدرين مادياً، بل أغنياء وذو سلطة.
الفتاة جميلة وعاقلة جداً وذكية، لكنها أخبرتني أنها تريدني أن أساعدها ولو بالقليل القليل لكي أتقدم للزواج بها، رغم أنها تعلم أني لا أستطيع سوى الاستدانة، ولكني أواجه صعوبة في الاستدانة من الناس.
ما حصل أني أتعذب كثيراً، وأعاني نفسياً من خشية فراقها، لأني أحبها كثيراً كثيراً، لقد أخبرتني أني إذا لم أعنها ولو بالقليل فستكون نظرتها إلي ناقصة كرجل وكزوج، لكنها ستحترمني بعد الزواج وستحبني.
ماذا أفعل؟ لقد توجهت إلى الله وقصدت أناساً كثيرين كي أستدين منهم وأدبر بعض المال كي أتقدم إليها ولكني أواجه بالصدود.
فوالله إني في حيرة من أمري.
فهل يا ترى أتابع وأمضي معها إلى الزواج حتى وإن تدبرت هي كل تكاليفه؟ لأنها تريد أن نكون زوجين على كتاب الله وسنة رسوله في أقرب فرصة يعني: في خلال أسبوعين، وأنا حالي صعب مادياً، ووالدي لا يستطيعان مساعدتي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أرجوكم أشيروا علي برأي فإني حائر ولا أدري هل أتابع معها أو أتركها.
أنا متأكد أني لن أتزوج بامرأة أخرى إذا فقدتها، رغم أنها تطمئنني أنها لن تتزوج من غيري، ولن تتركني أو تنسحب لمجرد المال؛ لأنها تحبني وستفعل أي شيء لتبقى معي ونتزوج.
هذه قصتي وهذا حالي.
مع العلم أني أتوجه إلى الله بالدعاء منذ عرفتها كي يسهل علينا ونتزوج.
أرجوكم أشيروا علي رجاء في أقرب فرصة، الأمر في غاية الخطورة والتعقيد.
بارك الله فيكم وأعانكم وسدد خطاكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
نسأل الله العظيم أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
فإنه لا مانع من أن تعاون المرأة الرجل في أمر زواجهما، وأرجو أن تجتهد في أن تقدم ما تستطيع، مع الحرص على أن تكون الأمور مبسطة.
وأرجو أن تؤسس هذه العلاقة على طاعة الله وتجنبوا المخالفات الشرعية، واحرص على أن تكون الأمور شرعية، وليس من الضروري أن يعرف أهل الفتاة أن ظروفك صعبة إذا رضيت هي بذلك وأرادت أن تعاونك، وأنت بدورك نتمنى أن تجتهد في تدبير المهر الذي تقدر عليه.
ولن يضيع الله من يلجأ إليه ويدعوه، فسبحان من يجيب المضطر إذا دعاه، ونحن نوصيك بتحري لحظات الإجابة، والحرص على الإنابة والطاعة، فإن الله وعد المتقين بأن ييسر أمورهم فقال سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا))[الطلاق:4]، وبشرهم بالخروج من الأزمات والشدائد فقال سبحانه: ((وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ))[الطلاق:2-3].
وأرجو أن تعلم أن رد الإحسان من صفات أهل الإيمان، ومن لا يشكر الناس لا يشكر المنان، فاعرف لهذه المرأة فضلها واجتهد في تعويضها وشكرها بعد شكر الله واهب النعم ودافع الآفات والنقم.
واحرصوا على التوبة والاستغفار، وتجنبوا مواقع الشر والعار، وأبشروا فإن ربنا هو الغفار؛ لأن سفرك لرؤيتها لا بأس به من الناحية الشرعية إذا كان ذلك بحضور أحد محارمها وبعلمهم، كما أرجو أن تتوب من كذبتها لوالديها، فإن الكذب لا يصلح أن تقوم عليه حياة مستقرة.
كما نتمنى أن تتيح لنفسك ولأهلك فرصة لتوسيع المعرفة بأسرتها، وتمكن أهلها في السؤال عنك والتأكد ليس من مالك، فليس الفقر عيب، ولكن للتأكد من دينك وأخلاقك وقدرتك على تحمل المسئولية، فإن هذا هو المهم والأهم.
ونسأل الله أن يبلغكم ما تريدون فيما يرضيه، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وبالله التوفيق والسداد.