نفسيتي تدمرت بعد زواج من أحببتها بغيري!
2023-09-26 01:39:09 | إسلام ويب
السؤال:
تعرفت على فتاة بالصدفة، وتقدمت إليها بنية الزواج، لكن ظروفها لم تسمح لها، فقد كان أبوها مريضًا بالسرطان في المراحل الأخيرة، ومع ذلك بدأنا بالتواصل في المواقع الاجتماعية والهاتف، وبعد وفاة والدها قررت أن أتقدم لخطبتها، ولكن ظروفي تبدلت، فلقد فصلت عن العمل، وأصبحت ماديًا لا أستطيع، ومع ذلك استمرت علاقتنا.
وبعد مرور عام عن وفاة والدها تركتني، وذهبت وتزوجت بآخر كانت على علاقة معه قبلي، ولي علم به، فقد صارحتني قبل ذلك بأنها لن تعود إليه؛ لأنه قد خانها، وبعد علمي بزواجها به تدمرت نفسيًا، وأصبحت لا أطيق نفسي، ولا أعرف كيف أتخلص من التفكير بهذا الأمر وبمشاعري المنكسرة؟ وما حكم من يتلاعب بمشاعر شخص آخر؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت فإننا نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: من الأمور التي يجب أن تحمد الله عليها أن صرف الله عنك تلك الفتاة، لأمرين:
- أنها قد ذكرت لك بعض ماضيها، وهذا أخي مدخل للشيطان خطير وإن لم تشعر به الآن، وكثير من البيوت التي علم أهلها ببعض ما كان من تاريخهم آلت حياتهم إلى الفشل، أو إلى الشقاق، فاحمد الله على العافية.
- الفتاة كان لك معها قبل الزواج ما لا ينبغي، وما لا يحل من الأحاديث والمكالمات، وهذه قواعد لبيت غير مستقر.
ثانيًا: اعلم أخي الكريم أن أقدار الله للعبد هي الخير له لا محالة، وقد علمنا القرآن أن العبد قد يتمنى الشر يحسبه خيرًا ولا يعلم، وقد يرفض الخير يحسبه شرًا ولا يدري، وهذا بعض قول الله تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، فالمصروف عنك قطعًا هو الخير لك.
ثالثًا: العين ترى غير المقدور عليه على غير ما عليه، أعد القراءة -أخي الكريم-، فهذا حالك اليوم، والشيطان المتربص بك يجتهد في تصويرها لك على أنها كانت الأفضل، وكانت الأحسن، وأنك قد لا تجد مثيلاً لها، وكل هذا كلام عار عن الحقيقة -أخي الكريم-، فاجتهد أن تصرف عن تفكيرك كل هذا.
رابعًا: اعلم يا أخي أن من كتبها الله لك زوجة لن تكون لغيرك، ومن كتبها الله لغيرك فلن تكون لك، فقد فرغ الله من كتابة مقادير ابن آدم قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فعن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" فَرَغَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ مَقَادِيرِ الْخَلْقِ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ " وهذا يهدئ روعك، ويعلمك بأن المدخر لك هو الخير لك.
خامسًا: لا بد من التخلص -أخي الكريم- من كل ما يخص تلك الفتاة، وهو أمر ميسر إذا قمت بما يلي:
1- الإيمان الجازم بأن أقدار الله نافذة، وأنها الخير للإنسان.
2- التخلص من أي متعلق لك مع هذه الفتاة، مع حذف أرقامها وكل تواصل كان لك معها.
3- عدم التفكير فيها أو السؤال عنها.
4- البحث بجدية عن فتاة صالحة ديّنة وفيها ما يرغبك في الزواج منها.
5- اعتمد على الاستشارة والاستخارة قبل الفعل، فهما الخير لمن قصد الزواج وفيهما الصلاح له.
6-لا تخبر الزوجة الجديدة بما كان معك، واحرص على الابتعاد عن المقارنات، فمن تعيش معها ستعرف إيجابياتها وسلبياتها وتلك طبيعة كل امرأة، فاحذر المقارنة، واحذر تربص الشيطان بك أو الدخول عليك من باب هذه المقارنات التي قد تفسد عليك حياتك؛ لأنها مقارنات ظالمة في الغالب.
7- حافظ على تدينك، واختر بعناية الرفقة الصالحة، وأكثر من الدعاء لله أن يهديك إلى الرشاد والصلاح، وستجد عاقبة ذلك خيرًا بإذن الله.
وأخيرًا: لعلك تنتظر منا أن نجيبك على من يتلاعب بمشاعر الغير؟ ونحن نقول لك: اخرج من هذه الدائرة -أخي-، واحمد الله على ما صرفه الله عنك، فأنت لا تدري حال الشيطان مع من تزوج، وقد علم بعض ماضي زوجته، لا تعلم كم هي تلك المعاناة التي يعيشها، فاحمد الله وأغلق باب الماضي بما فيه، وافتح لك باب مستقبل جيد يقوم على التدين والصلاح، ويبتعد عن المحرمات، هذا هو الطريق -أخي- إذا أردت النجاة.
نسأل الله أن يصلحك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، والله الموفق.