مقصر في أداء الصلاة وأخشى الموت والحساب..فانصحوني!
2023-10-15 01:08:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه المرة الأولى التي أطرح فيها سؤالاً أو تساؤلات عن ما يجول في خاطري.
أنا شاب في بدايه الثلاثين، وعلاقتي مع الصلاة متقطعة، وأشعر بالندم والخوف الشديدين، أصلي لفترة وبعدها يأتيني الشيطان وأتكاسل، وتأتيني أفكار بأن الله لا يحبني؛ لأني دائماً أقرأ أن الله يحبب الصلاة للناس الذين يحبهم.
هذه الأفكار ترهقني، وأنا بقدر ما أستطيع أحاول الالتزام، ويرهقني هذا الشعور، أريد القرب من الله والشعور بحب العبادات، وروحانيتها.
أخاف من الموت والحساب والتقصير، علماً بأني في الحياة شخص طيب، وأحاول المساعدة، ودائماً أبحث عن أجرٍ من الله في جميع الأمور.
أرشدوني للتخلص من هذا التوهان، أريد أن أكون شخصاً ملتزماً في صلاته، ولا أريد أن أشعر بالكسل.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abduallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونحب أن نبشرك بأن هذا الحرص على السؤال والمشاعر التي دفعتك للتواصل معنا هي دليل على أن الله أراد بك الخير، فاستعن بالله تبارك وتعالى، وتوكل عليه، وكرر التواصل مع الموقع، فمرحبًا بك في كل وقتٍ وحين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعيننا وإياك على ذكره وشُكره وحُسن عبادته.
هذا الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لحِبِّه معاذ بن جبل ممَّا ينبغي أن تُكثر منه: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك)، واعلم أن المواظبة على الصلاة فيها الخير؛ لأن الصلاة هي الميزان في الدنيا، وهي أول ما يُحاسب عليه الإنسان من عمله يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر العمل.
لذلك ينبغي أن تهتمّ بالصلاة، وأن تبحث عمَّن يُعينك على أمر الصلاة، فإن الرفقة لها أثر كبير على الإنسان. كذلك ينبغي أن تبتعد عن كل ما يشغلك عن الصلاة، خاصة مواقع التواصل والألعاب ومثل هذه الأمور وكل الأمور التي فيها شهوات وغفلات، {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات}.
كذلك أيضًا من المهم جدًّا أن تطلب الدعاء من والديك، وتحرص دائمًا على برهم والإحسان إليهم؛ لأن هذا من مفاتيح التوفيق للإنسان في هذه الحياة، أن يكون بارًّا بوالديه، حريصًا على صلة رحمه.
كذلك أيضًا ينبغي أن تعجّل بتوبة نصوح على التقصير الذي حصل في الفترات الماضية، ونحب أن نؤكد لك أيضًا أن الخوف مطلوب، لكن ينبغي أن يكون خوفًا دافعًا للعمل، دافعًا للتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.
من المهم جدًّا أن تحفظ بصرك؛ فإن للمعاصي شؤمها وثمارها المُرّة، وكل المعاصي لها آثار؛ لأن الإنسان قد يُحرم الطاعة وتثقل عليه الطاعات بعصيانه لرب الأرض والسماوات.
هذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ونتمنّى أن نسمع عنك الخير، وأرجو أن تعطي الصلاة حظها وحقها من الاهتمام. إذا كان الإنسان يصلي ويسجد لله وهو على طاعة لله فإنه لن يُبالي متى ما جاءه الأجل؛ لأنه قد أعدَّ لهذه اللحظة عُدتها.
إرادتك في التقرُّب إلى الله تبارك وتعالى شعور جميل، ينبغي أن تحافظ عليه، كما أن الخوف من الموت ينبغي أن يكون خوفًا إيجابيًا، يحملك على المزيد من الرجوع إلى الله والحرص على طاعته.
نسأل الله أن يُعيننا وإيّاك على ذكره وشُكره وحُسن عبادته.