تقدم لخطبتي رجل ذو خلق لكنه مطلق فرفضه أبي.. ما توجيهكم؟

2023-11-01 03:26:37 | إسلام ويب

السؤال:
تقدم لخطبتي رجل مطلق، وعنده ٣ أولاد، وأنا بعمر 24 سنة، وهو 36 سنة، حسن الخلق محافظ على فرائضه.

علمًا بأن الحضانة مع الأم، ولن يكون لي تواصل معهم أبدًا، وأنا وافقت لما رأيت فيه من أخلاق، ولكن أبي رفض خوفًا علي.

ما رأيكم في الأمر؟ وشكرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إكرام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ويرضيك به، وأن يُصلح الأحوال.

لا شك أن الوالد له وجهة نظر، لكن الأصل من الناحية الشرعية إذا وجدت الأخلاق وكان الرجل محافظًا على الفرائض فإن مثل هذا لا ينبغي أن نفرّط فيه، وفارق العمر بينكما أيضًا ليس كبيرًا، والصالح في هذا الزمان عملة نادرة.

لذلك أتمنّى أن تجدي من الأعمام والعمّات والأخوال والخالات مَن يستطيع أن يتكلّم مع الوالد في هذا الأمر، فإن كان له سبب شرعي وعُذر شرعي فعند ذلك سنطالبك بطاعة الوالد، لكن –وهذا هو الظاهر– إذا كان الرجل حسن الأخلاق وحسن الدّين فإن هذه أهم الشرائط التي ينبغي أن تحرص عليها الفتاة وأولياؤها؛ لقول النبي ﷺ: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه).

نسأل الله أن يُعينك على الخير، ونحب أن نؤكد مرة أخرى أن الفتاة هي صاحبة القرار، وإذا كان الرجل صالحًا والفرص أمامك نادرة فأدخلي مَن يُساعدك في إقناع الوالد، ولا نؤيد مواجهة الوالد مباشرة، لكن أخبري الأعمام والعمّات الذين هم على صلة بالوالد وكل مَن يمكن أن يُؤثّر عليه، عبّري عن وجهة نظرك للوالدة حتى تناقش الوالد، المهم لك أن تتخذي ما شئت من الوسائل لإقناعه.

مرة أخرى نقول: أنت صاحبة القرار، قالت الفتاة الأنصارية: (إِنَّ أَبِي زَوَّجَنِي ابْنَ أَخِيهِ ‌وَأَنَا ‌كَارِهَةٌ)، فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ ﷺ نِكَاحَ أَبِيهَا، وَجَعَلَ الْأَمْرَ إِلَيْهَا، وقال: (لَا نِكَاحَ لَهُ، انْكِحِي مَنْ شِئْتِ)، قالت الفتاة: (قَدْ أَجَزْتُ مَا صَنَعَ أَبِي، وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ يعْلم الناس أن ليس للآباء في الْأَمْرِ من شَيْء).

دور الآباء والأمهات والأولياء عمومًا هو دور إرشادي توجيهي، يقول: (يا ابنتِي هذا أحسن، هذا رأيناه، هذا كذا ...) ولا يُطاع الأولياء إلَّا إذا كان كلامهم مبنيًا على ناحية شرعية، يعني إذا قالوا مثلًا: (هذا مدمن) أو قالوا مثلًا: (هذا لا يصلي)، عند ذلك نُقدّم طاعتهم، أمَّا إذا كان مصلِّيًا وحسن الأخلاق وعنده صفات جميلة، وليس لهم عُذر في رفضه، فالأصل هو القبول به؛ فعليك أن تحاولي إقناعهم، وأنت في الأخير صاحبة القرار.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net