ولدت منذ ثلاث سنوات وما زلت أعاني من الاكتئاب!
2023-11-14 08:27:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد حملت بابني وهو الحمل الثالث لي، وعندما دخلت في الشهر الرابع بدأت تظهر علي أعراض غريبة؛ كالحزن، والبكاء بلا سبب، واصفرار مفاجئ في الوجه ، ونوبات من الهلع عند النوم، بقيت على هذا الحال إلى أن ولدت، لم أكن أعرف ماذا يحصل لي! ثم اكتشفت أنه اكتئاب حمل، وأكدت لي الطبيبة النسائية هذا، وحولتني إلى دكتور نفسي، ووصف لي دواء (سيتوكسين) ولكنني لم أتحسن عليه، وأصبت بإمساك شديد، ثم أخذت دواء (تربتزول ١٠)، داومت عليه لمدة ٧ أشهر فخفت نوبات الهلع.
الآن أصبح عمر ابني ثلاث سنوات وإلى الآن لم أتحسن على الدواء، فأنا دائمًا حزينة، ولم تعد الحياة تعني لي شيئًا، وأصبح قلبي قاسيًا على الجميع، وأصبحت عصبية جدًا، حتى صلاتي لم أعد أشعر بها وكأن قلبي مات، أريد دواءً يعيد لي طاقتي وحيويتي وسعادتي، وبعض النصائح والأذكار اليومية لعلها تساعدني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك –أختنا الفاضلة– عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال، والحمد لله على سلامتك وأعانك الله على تربية أبنائك الثلاثة.
نعم إن ما مرَّ بك هو اكتئاب حمل، وهو ليس منتشرًا كاكتئاب ما بعد الولادة، وهنا أرجّح أن ما عانيت منه بعد الولادة أفضل تشخيص أو تصنيف له هو أنه اكتئاب ما بعد الولادة بأعراضه التي ذكرتِها، أو أعراض أخرى لم ترد في سؤالك أنت أدرى بها.
الأدوية التي أخذتِها جيدة، ولكن عادًة عندما نعالج مرضًا نفسيًّا فإنا نسأل:
الأمر الأول: ما هو الدواء؟ فربما الدواء يناسب شخصًا وقد لا يُناسب شخصًا آخرًا، وهذا له أسباب بيولوجية جينية وراثية.
الأمر الثاني: الجرعة؛ هل هي الجرعة المناسبة، أم نحتاج إلى زيادتها أو إنقاصها؟
والأمر الثالث هو: المدة الزمنية للعلاج.
أنت تناولت (تربتزول) عشرة مليجرامًا لمدة سبعة أشهر، هي مدة جيدة، ولكن ربما تحتاجين إلى دواء مختلف، حقيقًة هناك عدد من الأدوية منها دواء الـ (سيروكسات) وغيره، ولكن ننصح عادةً بأن يتمّ وصف الدواء ومتابعة الحالة النفسية وتقدير الجرعة من الطبيب النفسي المتخصص؛ لذلك أنصحك بمراجعة الدكتور النفسي ليُعيد التقييم، ويُعدّل ربما الجرعة، ويشرح لك طبيعة العلاج.
أختي الفاضلة: بالإضافة إلى العلاج الدوائي هناك ما يُسمّى بالعلاج النفسي، ومنه العلاج المعرفي السلوكي، عن طريق جلساتٍ تُعيد ترتيب أفكار الإنسان، فنستبدل الأفكار السلبية بأفكارٍ إيجابية ممَّا يُحسِّنُ كثيرًا نتيجة العلاج.
أمَّا بالنسبة للأذكار اليومية: فهذا موقع (إسلام ويب) فيه الكثير من هذه الأدعية والأذكار، فلعلّك تعودين إليها، داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.