تفاقم الأمر كثيرًا بيني وبين زوجي المدمن، فهل أطلب الطلاق؟

2025-02-22 22:20:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ 5 سنوات، وأم لثلاثة أولاد. أعاني من إهمال زوجي، ومن خبث وكره والدته لي، أعاني؛ لأنني ما زلت صغيرة ولم أعش حياتي.

زوجي طردني من المنزل بعد أن قلت له الجملة الآتية: (أنت لا تتحمل المسؤولية، الحبوب تؤثر على عقلك، ألا تخجل من أن تترك زوجتك وأولادك يخرجون من المنزل في الليل وأنت نائم؟) فهجم عليّ وطردني خارج المنزل وأسقطني على الأرض.

تفاقم الأمر بيننا أكثر، وفي هذه المرة لم أسكت وكَسَرتُ هاتفي حتى لا يشتري الحشيش والحبوب المخدرة وغيرها من المسكرات، ومع كل ما حصل عدت للمنزل، فضربني، وقال: (هذه حيوانة لا تفهم)، أصبحت الآن بلا كرامة!

أنا متعبة جدًا، فأنا بين أن أخرج من منزلي غاضبة في صمت إلى بيت أهلي، أو أن أطلب الطلاق، لقد تعبت من المشاكل ولم أعد أحتمل.

فما توجيهكم؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك وأن يسترك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبعد:

فلا زلنا نقول دائماً: أن الزواج المستقر هو ما كان عن اختيار صحيح، وأن معيار الاختيار الصحيح أساسه على أمرين: الدين والخلق، ولا ندري هل تمت الخطبة بناءً على الدين والخلق، ثم انحرف الرجل أم أن الاختيار ابتداءً كان خطئاً؟

تقولين عن الزوج: إنه يتعاطى الحشيش، ويأخذ الحبوب المخدرة، ولا يتحمل المسؤولية وغير ذلك!
والسؤال: هل كل هذه الأعراض ظهرت فجأة؟ هل كان صالحاً ثم انتكس؟ أم هذا حاله، وقد ارتضيتم به فكان ما كان من أمره؟

أختنا الكريمة: إن إصلاح زوجك أخلاقياً يجب أن يكون هو الهدف الذي نتحدث حوله، أما هذه الطريقة وتلك المنهجية في التعامل، فينبغي أن تتغير تماماً.

كذلك أسلوبك في الرد عليه يجب أن يتغير، حتى وإن لم يغير هو من أسلوبه، فإن هذا الرد جالب للمشاكل لك لا محالة، ومضخم للمشاكل أكبر من حجمها، ونحن نريد وأد المشاكل لا تضخيمها.

أختنا الكريمة: إننا ننصحك بما يلي:

أولاً: الاحتكام إلى بعض الحكماء من أهلك وأهله، ومع أحد العلماء الشرعيين، وأن يسمعوا منكم المشاكل، وأن يضعوا حلولاً عمليةً لها، ويجب الالتزام بها.

ثانياً: مسألة الحبوب المخدرة والحشيش لا بد أن تبحثوا عن حل لها، ولا بد أن يتوقف عنها، ويجب أن يقتنع هو بذلك، ويمكنه بعد ذلك المتابعة مع طبيب.

ثالثاً: عندك منه أولاد؛ ولذلك يجب الموازنة الدقيقة عند الاختيار، وعليك أن تتحملي نتيجة قرارك وأن تصبري عليه.

رابعاً: لا تفتعلي مشاكل مع أمه، ولا تفتحي على نفسك أكثر من جبهة حتى لا تسوء الأمور أكثر من ذلك.

خامساً: إصلاح الزوج أولى من فقده؛ لذا اجعلي كل تفكيرك في طريقة إصلاحه، واستعيني على ذلك بأهل الفضل والعلم والدين من أهله أو من أهلك، المهم أن توجدوا طريقة لذلك.

نسأل الله أن يصلحكم وأن يعافيكم، والله الموفق.

www.islamweb.net