كلما أخطب وأكون سعيداً فجأة تتغير نفسي وأشعر بضيق!

2025-02-23 02:53:26 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

منذ ثلاث سنوات كنت خاطباً، وكنت فرحاً في البداية لفترة يسيرة، وبعد ذلك ولأسباب معينة كنت أبحث عن أسرة بمطالب معينة، وتلك المطالب لم تكن متوفرة في هذه الأسرة، وكان فارق السن بيني وبين مخطوبتي ١١يوماً.

فجأة وقع في نفسي كره لها، وما كنت أطيق الكلام معها في التليفون، وجاءني شعور بأنها صارت شيطانة في عيني، وأحسست أن صدري مقبوض منها.

علماً بأني صرت متعَباً نفسياً، وكل تفكيري فيها، ومستحضر لها أمام عيني دائماً، وتفكيري فيها شغلني عن التركير في أعمالي، وكل تفكيري فيها صار سلبياً، وأصبت بتوهمات غير منطقية، وصرت كارهاً لها ولأهلها، لدرجة أني تمنيت لهم كل شر، وبدون سبب منطقي!

ذهبت وخطبت فتاة أخرى، لكن والدي غير موافق عليها، وأيضاً كنت مرتاحاً لها، وفجأة قلت لا أريدها، وصار لي معها نفس الإحساس بالفتاة الأولى، ثم افترقنا، وصرت متضايقاً جداً.

الفترة هذه أنا خاطب، والتي خطبتها فيها المواصفات التي أنا أبحث عنها، فهي جميلة وملتزمة، ومن أسرة جيدة، وبقيت 4 شهور، وفي البداية لمدة أكثر من شهرين كانت عندي سعادة لا توصف بها، وكلما تمر ذكراها ببالي أكون سعيداً، وأنا طبيعة عملي بالقاهرة، وأنتظر اليوم الذي أنزل فيه إجازة لأجل أن أراها.

جاءني فجأة مرة واحدة إحساس بأني لا أريدها، وبدون أسباب معينة، وشعرت بضيق، ولازمني التفكير طول الليل، وأشعر بانقباض بدون سبب، وضعفت شهيتي للأكل، وكذلك الرغبة في الكلام مع أي أحد.

ما تشخيص حالتي؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يصلحك، وأن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك في زواجك، وأن يتم عليك الخير، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أخي الكريم: قد ذكرت أن الفتاة متدينة وجميلة، وفيها ما تريد من صفات ترغب فيها، ثم تظن -يا أخي- أن الشيطان يتركك هكذا، بدون أن يصرفك بأي وسيلة لترك الزواج منها؟!

إن الشيطان عدو مضل مبين، وإذا رأى خيراً في زواج يعصم صاحبه من الوقوع في الزلل داهمه بكل وسيلة، وهو يفعل ذلك مع الجميع لكن بنسب مختلفة، لذا عليك أن تفعل ما يلي:

أولاً: طرح هذه الأوهام التي يريد الشيطان أن يرسخها في ذهنك، واجتهد أن توصل لعقلك الواعي إيجابياتها، وأن تفكر في حسناتها، وأن تضع سلبياتها في إطارها الطبيعي، فنحن بشر وعند كل واحد منا حسنات يمدح بها وسيئات يعاب عليها، والعاقل هو من ينظر إلى المجموع، لا إلى الجميع، بمعنى أن ينظر إلى مجموع ما فيها كتلة واحدة، فإذا غلب خيرها على شرها، وإذا كانت فيها أكثر ما تريد فاعلم أنها الخير، ولا تصوب نظرك إلى ما فقدت، فليست هناك امرأة كاملة، كما أنه ليس هناك رجل كامل.

ثانياً: اجتهد في المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية وأذكار النوم، حصن نفسك بالذكر -أخي الكريم- فإن من وصية يحيى عليه السلام لقومه: (وآمركم بذكر اللهِ كثيرًا، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سراعًا في أثَرِه، فأتى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه، وإنَّ العبدَ أحصنُ ما يكون من الشيطانِ إذا كان في ذِكرِ اللهِ تعالى).

ثالثاً: الرقية الشرعية مفيدة وهي موجودة على موقعنا كاملة، نريدك أن تلتزم بها وتطلب من خطيبتك فعلها مع محافظتها على الأذكار.

رابعاً: لا تخبر خطيبتك بما تشعر به، ولا تزعجها بذلك، بل اجتهد أن تزيل تلك الآثار عندك بهدوء، وبدون إشغالها معك.

خامساً: شعورك بالضيق لا شأن له بالواقع ما دام غير مسبب، فلا تفكر فيه، ولا تسترسل معه، واستعذ بالله منه.

إذا استشرت وصليت الاستخارة فتوكل على الله وأتمم زواجك، واعلم أن الاستخارة لا يعقبها إلا الخير، نسأل الله أن يسعدكم، وأن يتمم عليكم بخير.

والله الموفق.

www.islamweb.net