خطبني شاب واختلفنا في أول لقاء، ما توجيهكم؟
2025-02-23 02:57:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر ٢٥ سنة، وعلى قدر ممتاز من الجمال، ولست في مستوى مادي عالٍ، وقد تقدم لي شاب بمستوى مادي أعلى مني، وأحببته وأحبني، تعرفت عليه من إحدى وسائل التواصل الاجتماعي.
عندما تقدم لي حضر مع والده ووالدته، وبدأ والده بالاعتراض على المكان الذي أعيش به، لأن به الكثير من الناس السيئين، بحكم أني أسكن في منطقة عشوائية إلى حد ما، وبعدها اعترض والده كثيراً على أني لست محجبة.
لم يكن لدي أي مشكلة في الحجاب، وأنا سأرتديه، وكانت المقابلة الأولى كمحاضرة لي ولأهلي، وبما أنهم يعيشون في محافظة أخرى، وفي بيت عائلة، فقد أخبرت الشاب أني أرفض فكرة بيت العائلة، لما يحدث فيه الكثير من التدخلات والمشاكل، ولكنه أصر على أن يقنعني به، ولم يكن ذلك مفيداً، وخاصة بعد أن أدركت شخصية والده المتحكمة، ولسانه لا يعرف الكلام الحسن أو الذوق.
كل هذا حدث في المقابلة الأولى لهم، وصليت الاستخارة كثيراً، ولم أشعر بالراحة تماماً للموضوع، بالرغم أني أحبه جداً، ولكن عندما أحس الشاب أني أرفض العيش هناك تغير تماماً وقال لي: الذي تريدينه افعليه، ولم يهتم بموافقتي أم لا.
الآن أنا رفضت الموضوع، ولكن ضميري يؤنبني أني رفضت شخصاً على دين وخلق، ثم حاولت مجدداً أن أكلمهم وأصلح الموضوع حتى ولو نتزوج في شقة إيجار، وأنا سأتكفل به، لكنه لم يوافق.
حاولت بعدها مجدداً أن أصلح الموضوع ولم ينجح، وبدأ بتجاهل اتصالاتي، ثم حظرته وبعدها حظرني على المواقع.
هل أنا السبب فى عدم نجاح هذا الموضوع أم هذه أسباب ربانية لأنه ليس مناسباً لي؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Marwa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير وأن يُصلح الأحوال.
هذا الكون -ابنتنا الفاضلة- ملْكٌ لله، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله، ولذلك أرجو ألّا تقفي طويلاً في مَن المخطئ ومَن الذي لم يُخطئ، فإن الأمر لم يُقدّره الله تبارك وتعالى، نسأل الله تعالى أن يُعينك على الخير.
لا شك أن الحياة الزوجية الناجحة هي التي تبدأ بوفاق تام، ولا بد أن يكون الوفاق متجاوزًا للشاب وللفتاة وصولًا للعائلة؛ لأن الزواج ليس ارتباطًا بين شاب وفتاة، ولكنّه علاقة بين أسرتين، وبين قبيلتين، وربما بين دولتين، وسيكون هاهنا أعمام وعمّات، وهاهنا أخوالٌ وخالات، وسيكون أجداد وجدات، وكل هؤلاء شركاء في نجاح العائلة الجديدة، وفي بنائها على قواعد صحيحة.
لا تندمي على الذي حصل، واجتهدي في طي هذه الصفحات، واعلمي أن الله تبارك وتعالى يُقدّر للإنسان الشيء في موعده المحدد، ووضع لك الشاب الذي ستسعدين معه ويُسعدك، ولذلك لا داعي لمعاتبة النفس ولومها، لأن هذا لا يردُّ ولا يُؤثّر في الأمر، ولكن من المهم التخلص من أي اتصالات أو تواصل، لأنه لا يوجد غطاء شرعي لهذه العلاقة.
كما أننا نرجو ألَّا تتوسّعي في التعامل مع الشباب عن طريق مواقع التواصل، واجعلي تواصلك فقط مع البنات، وابحثي في البنات عن الصالحات، وإذا استطعت أن تتركي هذا العالَم لتكون الصداقات على الطبيعة، ممَّن تجدين فيها الخير والصلاح، وتنتفعين من دينها وأخلاقها، فإن هذا هو الأصل وهذا هو المطلوب شرعًا.
لذلك نتمنّى أن يكون في الذي حدث عبرة وعظة، فقد توسّعت المشاعر الإيجابية دون أن يكون لها غطاء، وهذا سيكون مصدر إزعاج لك وللشاب، ولكن ندعوك إلى أن تعمّري قلبك بحب الله، وتجتهدي في طاعة الله، وتطوي هذه الصفحات، وتستغفري عن أي تجاوزات حصلت خلالها، ثم أقبلي على حياتك الجديدة بأملٍ جديدٍ وبثقة في ربِّنا المجيد.
لذلك ليس هناك داع لأن تقولي: هل أنتِ السبب أو هو السبب، فاتركي هذه الأمور، فهذا الأمر يُقدّره الله، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.