من شدة اليأس أصبحت أتمنى الموت، فما العمل؟
2023-11-28 03:56:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طفلة، أتابع صلاتي كل يوم، وأستمع إلى القرآن الكريم، ولكن هذه الأيام ضاقت بي الدنيا، وصرت أكره نفسي وحياتي، وأكثر شيء كرهته هو دراستي، وأشعر بأن الدنيا أظلمت في عيني، لدرجة أن اليأس أحاط بي، وصرت أتمنى الموت! فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتي- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
ابنتي الغالية: أحمد الله أنك حريصة على الصلاة، والاستماع للقرآن؛ وهذا مما يساعدك على التخلص مما تعانين منه.
ابنتي -حفظك الله- أنت في هذا السن بحاجة لفهم المتغيرات العمرية التي تصاحب أي فتاة في مثل سنك.
فمرحلة الدخول في المراهقة تعتبر مرحلةً مهمةً يحدث فيها الكثير من التغيرات النفسية التي لا بد من أن تكوني على قدر من الثقافة والوعي لفهم التعامل معها، كذلك في هذه المرحلة أيضًا تبدأ مرحلة البلوغ لكثير من الفتيات، وكذلك يصاحبها الكثير من التغيرات النفسية التي تحدث للفتاة، وقد تصل في بعضها للاكتئاب، والاضطرابات النفسية المختلفة، فأنت الآن بحاجة للعناية والتوجيه، والدعم النفسي من عائلتك المقربة، وخصوصًا والدتك أو أخواتك الأكبر منك سنًا، ممن سبق لهم المرور بهذه المرحلة.
لذلك ننصحك -ابنتي الغالية-:
أن ترجعي إلى والدتك، وتفصحي لها عن كل ما تجدينه في نفسك؛ فقد يكون كل ما ذكرت في سؤالك ما هو إلا نتيجة لتلك التغيرات التي تحتاجين لأن تتعلمي طرق التعامل معها، والتي قد تحتاج في بعض الأوقات الذهاب للطبيبة المختصة إذا لزم الأمر.
ابنتي الغالية: في مثل سنك لا ينبغي أن يصل تفكيرك إلى طلب الموت، أو اليأس من الحياة، وإنما تحتاجين إلى تفّهُّم تلك التغيرات المصاحبة لهذه المرحلة العمرية الحرجة، وكيفية التعامل معها، وأن تكوني صاحبة طموح، وهدف في الحياة؛ فأنت في أول طريق الإبداع، والإنجاز، وبناء النفس، وعليك التغلب، والنجاح أمام أول عائق حقيقي في حياتك.
كذلك ننصحك -ابنتي الغالية- بالدعاء، والحرص على تلاوة القرآن، والاستماع له، وعليك بعدم الانطواء، والمبادرة للخروج مع من تثقين بهن من صديقاتك المقربات إلى تجمعات ولقاءات نسائية، تشعرك بالاندماج فيها.
كذلك ننصحك بتنويع اهتماماتك: كالقراءة، والرياضة، والهوايات المحببة لك قدر المستطاع؛ للخروج من بؤرة الضغط النفسي الذي تمرين به في هذه المرحلة.
أسأل الله أن يوفقك للخير، ويذهب عنك ما تجدين.