أحب فتاة مخطوبة وأهلي لن يسمحوا لي بالزواج بها!
2025-02-23 23:02:24 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أحب فتاة مخطوبة، وكانت متزوجة من قبل، هل أستمر بالعلاقة أم أنهيها؟ حاولت أن أنهي العلاقة ولكن هي دائماً تجعلني أشعر بأهمية وجودي معها، وتحزن عند رحيلي.
علماً بأني متأكد أن أهلي لن يسمحوا لي بالزواج بفتاة كانت متزوجة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أخي الفاضل- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
أخي الفاضل –وفقك الله- هذه العلاقة التي أنت فيها علاقة غير شرعية من نواحٍ كثيرة، ولا بد أن تحدد موقفك فيها بوضوح، وأن لا تخضع لنداء العاطفة واندفاع الشباب، ولا بد أن يكون لتقوى الله والخوف من مخالفة شرعه مكان في قلبك، فأنت في هذه العلاقة تقع في ثلاثة مزالق خطيرة:
أولها: إقامة علاقة عاطفية قبل الزواج، والإسلام نهى عن العلاقات بين الرجل والمرأة قبل الزواج؛ وذلك لتحقيق مصلحة عظيمة في حفظ الأعراض وعدم الانزلاق في خطوات الشيطان ومكائده، وفي مقابل ذلك فتح بابًا للتعارف المنضبط داخل حدود الشرع، وعلى مرأى من الناس والأهل تحت مسمى (الخِطبة).
ثانيًا: هذه الفتاة مخطوبة، وهذا المزلق خطير جدًا، فعوضًا أنك تتعارف مع فتاة قبل الزواج، فالوصول لهذه الفتاة في هذه الحالة محرم شرعًا؛ لأنها مخطوبة لغيرك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم أخو المسلم، فلا يحل له أن يبتاع على بيع أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه) رواه مسلم. وقد أجمع أهل العلم على حرمة خطبة المسلم على خطبة أخيه بعد الإجابة والركون حتى يذر أو يفسخ الخطبة، وبالتالي فوصولك لهذه الفتاة حال خطبتها لن يكون إلا بالحرام إلا إذا تم فسخ الخطبة اختياراً.
المزلق الثالث: أنها تتواصل معك رغم أنها مخطوبة لغيرك، وهذا الأمر محرم شرعًا ومنحرف أخلاقيًا، وخيانة لوعد الخاطب الذي تم إعطاؤه له، وفيه دليل على ضعف الدين والتقوى والخوف من الله تعالى، وبالتالي فهذه العلاقة بكل تفاصيلها علاقة غير شرعية، وغير محمودة النتائج، ويخشى من أن تكون اندفاعاً لمجرد العبث وتفريغاً لمشاعر عاطفية، لا تحمل هم الزواج وإقامة أسرة واستقرار.
أخي العزيز: ننصحك أولًا: أن تتوب من هذه العلاقة وتجتهد في إصلاح ما كان منك بالتوبة النصوح، وتحقيق شروط التوبة بالإقلاع والندم، والعزم على عدم الرجوع لهذا الذنب، ثم تنصح هذه الفتاة أن تتقي الله تعالى في خطيبها أولًا، وتتوب إلى الله تعالى من هذا الفعل المحرم، ثم تتوب من إقامة علاقات التعارف العاطفي قبل الزواج، فهذا محرم ولا يجوز شرعًا.
أخي الفاضل: عليك أن تتوقف عن هذه العلاقة مباشرًة؛ لأنها قائمة على الحرام، والاعتداء على حق أخيك الخاطب، فإن ترك أخوك هذه الفتاة وفسخ الخطبة، فهنا ينبغي أن تسلك مسلك الشرع الواضح، وتأتي البيوت من أبوابها، فتذهب لخطبتها من أهلها، ما دمت مقتنعًا بها.
أما وهذه الفتاة مخطوبة، فلا يحل لك التواصل معها أبدًا، وإذا أصبحت الفتاة غير مخطوبة، فيمكن أن تقنع والديك بزواجك منها بكل الطرق المتاحة.
أخي الفاضل: اعلم أن من أعظم أسباب الاستقرار الأسري والسعادة الزوجية الزوجة الصالحة ذات الخلق والدين، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)، وينبغي للشاب أن يفكر في صلاح وخلق وعفاف من ترافقه العمر كله، وتكون أُمّاً لأولاده ورفيقة عمره، وأن لا يفكر باندفاع عاطفي أو بغريزة المراهق، فالزواج مسؤولية، ويحتاج لتفاهم وتوافق وانسجام، ليستمر ويكون مودة ورحمة.
أخي الكريم: احرص على رضا أهلك خصوصًا الوالدين، ولا تجعل زواجك سببًا لفساد هذه العلاقة بينك وبين أهلك، فرضا الوالدين أمر مهم جدًا، ولا تنس الاستخارة بين يدي الله تعالى، والدعاء أن يختار الله لك الخير، ويصرف عنك السوء.
نسأل الله لك الهداية والاستقامة على دينه، وأن يُلهمك الرشاد والسداد.