أحاول التقرب ممن يخاصمني لننال المغفرة لكنه يبتعد، فماذا أفعل؟
2025-02-24 21:39:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أحببت فتاةً، وأعترف أني أخطأت عندما تحدثت معها، لكن الله يشهد أن نيتي كانت الزواج فعلاً، أهلها عرفوا أننا نتحدث، فطلب والدها وأخوها مقابلة أبي، اعتذر أبي لهم، وقال لهم إنها غلطة ولن تتكرر، ووعدهم بذلك.
مع العلم أنني كنت قد أخبرت أهلي أني أحب هذه البنت، وأريد الزواج منها، وأهلي وافقوا، لكن لم يعرفوا أننا نتحدث، كنا ننتظر تحسن الوضع المادي قليلاً لأطلبها، ولليوم أحبها وأريد أن أطلبها، وأهلي موافقون.
المهم بعد هذه الحادثة، التقيت بأخيها مع أصحابه في الشارع، عندما جئت لأسلم عليهم، ابتعد أخوها لكي لا أسلم عليه، فامتنعت عن السلام كي لا أحرجه ولا يحرجني.
منذ ذلك الموقف، لاحظت أنه لا يطيقني، لذا أصبحت أتجنبه خوفًا من الإحراج، وأنا مقدر لموقفه، ومعه حق أن يستاء مني، لكن الموضوع انتهى، وأبي وعدهم، واعتذر لهم، لو طلبوا رؤيتي مع أبي، كنت سأذهب واعتذر، لكنهم طلبوا رؤية أبي فقط، وأغلقوا الموضوع.
سؤالي هو: رأيت في فتاوى كثيرة عن الخصام والبغضاء والشحناء، وأن المغفرة للمسلم المتخاصم مع أخيه لا تحدث، لكنني لست متخاصمًا معه، بل بالعكس أنا أحبه، ولا أحمل أي كره تجاهه، وأراعي مشاعره، هل أنا آثم ولا تُقبل مغفرتي وأكون مشمولًا بالحديث؟
لقد أصبحت غير قادر على فعل شيء منذ يومين، وأنا أفكر في هذا الموضوع، وصعب أن أجلس وأتحدث معه؛ لأن الموضوع حساس بالنسبة له، سأحاول الجلوس معه عندما أطلب أخته بالتأكيد، لكن طوال هذه الفترة، هل أنا آثم ولا تُقبل أعمالي واستغفاري؟ أرجوكم طمئنوني، فأنا لا أحمل أي كره تجاهه، بل بالعكس أحبه، والموضوع قد انتهى، ولكن الأمر حساس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك -أخي الكريم -- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يتوب عليك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
لا شك أن الشاب له حق في ردة فعله، بل قد تكون ردة الفعل هذه أقل مما يفعله البعض بمراحل، فقد أخطأت أولًا في حق تدينك، وفي حق أهلك، وفي حق نفسك، وفي حق أهل الفتاة، وكان يجب عليك أن لا تبادر إلى ما فعلت، سيما وأنت تريدها زوجة، فهل يصلح -يا أخي- بناء بيت على أساس واهٍ؟ إن ما حدث منك قد اعترفت بالخطأ فيه، وإنا لنرجو الله أن يتوب عليك، وأن يسامحك.
وأما بخصوص ما ذكرته تجاه صاحبك، فاعلم -أخي- بأن الأصل في هجران المسلم فوق ثلاث هو الحرمة إلا لوجه شرعي، وذلك لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"، [رواه البخاري].
أما إذا كان الهجر لمصلحة أو دفع مفسدة، فقد رخص أهل العلم في ذلك، يقول ابن عبد البر: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية، ومما يشرع من الهجر فوق ثلاث: هجران أصحاب المعاصي المجاهرين بها، كما هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- المتخلفين عن غزوة تبوك من غير عذر.
ومن المعلوم أن نفسية الأخ ستتضرر بما حدث لفترة ليست بالقصيرة، لذا ننصحك بما يلي:
1- الاجتهاد في عدم مقابلته كثيرًا، أو التعرض له.
2- إذا وجدته بين أصحابك، فلا بأس من إلقاء السلام على الجميع، ومن ثم الانصراف حتى لا ينصرف هو قبلك، ولا إثم عليك بعد ذلك.
3- أوصل له رسائل بين الوقت والآخر -بطريقة غير مباشرة- عن حبك له وحرصك عليه، كأن تمدحه وتمدح أخلاقه، وتثني عليه أمام من تعلم أن ينقل الكلام له، ولكن لا تكثر من ذلك حتى لا تكون مبالغة مكشوفة.
4- ابتعد عن الفتاة ولا تحاول بأي حال من الأحوال الحديث إليها لا تلميحًا، ولا تصريحًا؛ لأن المشكلة الآن ستكون أكبر من أن تحل، خاصة بعد وعد والدك لهم.
5- متى ما كنت قادرًا على الزواج؛ أرسل والدك لهم بعد الاستشارة والاستخارة، فإن تمت الموافقة فالحمد لله، وإن كانت الأخرى فالحمد لله، فالله يعلم خير الأمرين لك.
6- استعن بالله -أخي-، واطلب الحلال بطرقه ووسائله، واعلم أن الله سيختار لك الخير -إن شاء الله تعالى-.
وفقك الله ورعاك.