زوجي تنصل عن تعهده بالإنفاق على أبنائي، فهل أنفصل عنه؟
2025-02-25 01:11:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة وبركاته
أنا في حيرةٍ من أمري، مشكلتي أنني كنت متزوجةً من شخص، لدي منه طفلان، وهذا الشخص انفصلت عنه لعدم إنفاقه عليّ -بتفريق من دار القضاء- منذ عام ٢٠١٣م، ولم يسأل عن أولاده، ولا ينفق عليهم أبداً.
بقيت محتفظةً بالأولاد، وأعمل وأصرف عليهم لوجه الله، ثم لمشاعر أمومتي عليهم، ومضت ثماني سنوات وأنا على هذا الحال، وكان يتقدم لخطبتي رجالٌ لم يكونوا يريدون أولادي معي، فكنت أرفض، إلى أن جاء رجل، وقال: أنا أتعهد بالأولاد ومصاريفهم، وأنت اتركي عملك، وكان موافقاً على أن يعيش معنا، وتم الزواج، هذا الزوج لديه ٦ أبناءٍ من زواجه الأول، وصار أرملاً، وأنا وافقت بشرط أن يصرف على أولادي وأن أربيهم خلال الزواج.
بتحريض مستمر من أبنائه أصبح الرجل لا يريد أولادي، ولا يريد أن يصرف عليهم، وهددني ثلاث مرات بالطلاق، بصريح العبارة قائلاً: اذهبي لبيت أهلك وورقة طلاقك ستصلك؛ كوني لا أريد التخلي عن أبنائي، وأنا لديّ منه طفلةٌ، وحاملٌ، وأهلي لا يريدون أبنائي أيضاً، وطليقي -كما ذكرت سابقاً- لا يهتم لأمرهم.
أنا الآن أفكر بالانفصال عنه لعدم احترامه لي هو وأبناؤه، وعدم إحساسي بالأمان بعدما هددني بالطلاق عدة مرات، هدفي أن أعمل وأربي أبنائي جميعاً.
انصحوني وفقكم الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صاحبة حاجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة تجاه أبنائك من الزوج الأول ومن الزوج الثاني، ونبشرك بأن الله لن يضيع أمثالك من الحريصات على الخير، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن ينصفك من كل ظالم، وأن يعاقب كل مقصر، وكفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول.
لا شك أن حالة الزوج الأول غريبةٌ، وحالة الزوج الثاني أيضاً الوضع فيها ليس كما ينبغي.
أولاً: لأنه نقض العهد.
ثانياً: لأنه ظالمٌ بهذه الطلبات القاسية، ولكن كوني واثقةً بالله، وقومي بما عليك تجاه أبنائك بحسب استطاعتك، وأعتقد أن الأبناء الجدد من زوجك ينبغي -حتى لو حصل الطلاق- أن يتحمل مسؤوليتهم، طالما كان ميسوراً صاحب دخل، ولا تستعجلي في طلب الطلاق إلا إذا أصر عليه.
إذا أصر على الطلاق فأنت مأجورةٌ على هذه النيات الطيبة، وهي تضحيات تشكرين عليها -ونسأل الله أن يجازيك عليها خيراً- كما أرجو أن يكون لأهلك دورٌ في تصحيح هذه الأمور، وفي تحميل والد الأبناء الكبار مسؤوليته تجاههم، وأعتقد أنهم في أعمار على أبواب المرحلة التي ينتفع منهم فيها، ونبشرك بأن الله سيعوضك خيراً.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، نحن سعداء بهذه الهمة العالية، ويقيننا أن الذي يفعل الخير سيأتيه من الله الخير، فالجزاء من جنس العمل، وويل ثم ويل لمن يقصر.
نسأل الله الهداية للجميع.