لدي شعور أني غير موفقة مهما بذلت من جهد، فما توجيهكم؟

2025-02-26 21:45:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أشعر أن كل شيء في حياتي منغص، ودائماً أحس أني غير موفقة، فأنا أعمل أقصى مجهود ولا أجد نتيجة، بينما الكثير من الناس يعملون الأقلّ ويجدون نتيجة رائعة.

بالنسبة للامتحانات فأنا أعرف الإجابة فيها وأكتبها بشكل صحيح، وفجأة أمسحها وأكتب الإجابات الخطأ، وأُفاجأ بأني أخطأت!

كذلك في أشياء كثيرة أعرف الصواب وأعمل غير الصواب، وكذلك أذاكر كثيراً وأستفيد قليلاً، كما أني أصاب بالتشتت في كل شيء، حتى في الصلاة.

أشعر أن الدنيا مضطربة جداً معي؛ لدرجة أني أبذل مجهوداً كبيراً ولا توجد نتيجة طيبة، أنا واثقة أن الأجر كثير عند الله، لكني أشعر أن الله ليس راضياً عني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.

أختي الفاضلة: لا شك في أن النجاح والتفوق والتغيير عمومًا في أي مجال في الحياة مرتبط بالتغيير في أنفسنا، يقول الله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وهذا هو الركن الأساسي للتغيير، ثم يأتي الركن الآخر، وهو بذل الوسع والطاقة في تحقيق الأسباب الممكنة، والمتاحة التي توصلنا إلى تحقيق هذا التغيير، وفوق كل ذلك الاستعانة بالله تعالى وحسن التوكل عليه.

لذلك تحسين العلاقة مع الله تعالى يساهم بشكل كبير في إصلاح نفوسنا وتهذيب عقولنا، وهذا ينعكس على صلاح سلوكنا في الحياة عمومًا بلا شك، وصلاح السلوك والسعي في الأسباب يقربنا لتحقيق أهدافنا وما نتطلع إليه.

لذلك -أختي الفاضلة-: رضا الله وطاعته من الأهمية بمكان، في تحقيق النجاح، ومهمة جدًا في التخلص من العجز والكسل، وفي تحقيق التفاؤل والصبر والعزيمة في مواجهة الشدائد، والتعلم من الأخطاء والإخفاقات التي تواجهنا في الحياة، يقول تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).

أختي الفاضلة: عليك أولًا بمحاسبة نفسك في علاقتك بالله تعالى، هل هناك تقصير، أو تفريط، أو تضييع لأوامر الله تعالى، ثم المبادرة إلى التوبة النصوح والصادقة، لتستقيم هذه العلاقة المهمة والمؤثرة، يقول تعالى: (من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، وفي المقابل يقول تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى)، فقد تكون الأسباب مهيأة والفرص متاحة ولكن ينتزع التوفيق من الله، إما بسبب خوف أو تردد أو عجز أو كسل، أو أي سبب دافعه نفسي أو مادي، وكل هذا علاجه في إصلاح العلاقة بالله في السر والعلن.

اجتهدي في الإكثار من الأعمال الصالحة، وما يقربك إلى الله، كمداومة قراءة القرآن بتدبر، والإكثار من ذكر الله على كل حال، فالله يقول: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وإذا اطمأن القلب اندفع نحو الخيرات والطاعات.

ننصحك كذلك بتنظيم وقتك بشكل صارم، فتنظيم الوقت يساعدك على الإنجاز وتحقيق الأهداف الصغيرة، والإنجازات الصغيرة تعزز فيك الثقة بالنفس، وتشعرك بالسعادة والرغبة في الاستمرار، كذلك بادري إلى بناء مهاراتك التي ترتبط بتحقيق أهدافك، وتجعل النجاح والإنجاز قريباً منك، فكلما كثرت مهاراتك كلما كانت فرص الإنجاز والتفوق أكثر.

أختي الفاضلة: لا تبالغي في جلد الذات ومداومة إرسال رسائل سلبية إلى عقلك، توحي بالعجز وعدم القدرة على تجاوز أي تراجع أو الخروج من أي مشكلة، فقد يكون ما تشعرين به بسبب تراكمات الإخفاق أو التراجع أو مواقف السلبية كثيرة؛ لذلك اجتهدي في محاولة تعديل حياتك كما وضحنا، واستعيني بالله وبادري إلى إصلاح نفسك وتقوية العلاقة بالله تعالى، وستجدين ثمرة ذلك -بعون الله- تعالى سعادة في قلبك، وطمأنينة في حياتك، تُذهب عنك حالة القلق والخوف والشعور بالضياع وعدم الإنجاز.

أسأل الله أن يوفقك للطاعة، وأن يفتح عليك أبواب الخير.

www.islamweb.net