أتحدث مع أخت صديقي بعلم أهلها، فهل فعلي صحيح؟
2025-02-27 01:05:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرفت إلى أخت صديقي، وهي أكبر مني بثلاث سنوات، وكنت أبعث برسالة إلى صديقي وهو غير موجودا فترد هي، وتقول لي: إنه نائم أو ليس بموجود، وكنت أقول لها لا بأس.
بعدها في مرة كانت تريد الاتصال بصديقتها فاتصلت بي، ولم تقصد، فأنا رأيت مكالمة فائتة فبعثت برسالة فردت هي، وقالت لي: إنها فلانة أخت صديقي، وإنها لم تقصد، فقلت لها: ولا يهمك.
بعدها بعثت رسالة إلى صديقي، وكان نائماً فردت هي علي، وقالت: إنه نائم، وأخذنا نتحدث مع بعضنا في أمور طبيعية، وقالت لي: لا تقل لصديقك إني تحدثت إليك، فقلت لها: إنه يجب أن يعرف، وأنا تحدثت معك كأختي، فقالت لي: لا بأس وأنا أكبر منك، وسأقول له.
قلت لصديقي: إني تحدثت مع أختك البارحة، قال لي طبيعي، أنا الذي قلت لها: ترد عليك عندما أكون لست موجوداً، وأخذ هاتفي، ورأى المحادثة، وقال لي طبيعي.
من هذا اليوم كنت أعتبرها مثل أختي، وكنت عندما أبعث رسالة لصديقي ولا يكون موجوداً ترد هي، وكنا نتحدث مع بعضنا البعض، وكنت أعتبرها أختاً لي، وهي تعتبرني أخاها.
أبوها وأمها يعرفان أنها تتحدث معي، ولكن بعدها بفترة بقينا نسهر، وأخوها الوحيد الذي يعرف أنها تسهر معي، وأنا تعلقت بها وهي تعلقت بي، وإلى الآن أتحدث معها، وأهلي لا يعرفون أنها تتحدث معي، لكننا نتحدث، كإخوة، وأنا أتحدث معها وهي أكبر مني، فهل هذا حرام؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -ابني العزيز- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
ابني العزيز: بداية -الحمد لله- الذي حبب إلى قلبك الحرص على الحلال، والبعد عن الحرام، فالمبادرة إلى السؤال والخوف من الوقوع في الحرام دليل خير في قلبك وحرصك على طاعة الله تعالى ورضاه عنك، فهنيئاً لك وأنت لا تزال في هذه السن المبكرة.
ابني العزيز: وأنت في هذه السن المبكرة ينبغي أن تعرف مداخل الشيطان للنفس وطرق غوايته، ومداخل الضعف في نفسك لتحصنها من كيد الشيطان وخطواته، فالشيطان لا يوقعك في الحرام مباشرة، وإنما يبدأ في استدراجك في الأفعال البسيطة والمباحة قليلاً قليلاً ثم يُقدم لك المبررات ليوصلك إلى أبواب الحرام، وفي ذلك يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان، ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر، ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً، ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم).
لك أن تتأمل في سؤالك كيف تدرج معك الشيطان خطوة بخطوة، فبدأ بمجرد رد على مكالمة عابرة، ثم بضع كلمات ثم رسائل، ثم تكرار هذا التواصل والحديث، ثم تشجعت بعد معرفة قريب الفتاة وعدم ممانعته، ثم زال الخوف بعد معرفة أهلها، حتى أصبحت تسهر الليل في الحديث مع هذه الفتاة! ولم يتوقف الشيطان بل وصل بك إلى حد التعلق بها! وفي كل مرحلة يُبرر لك الشيطان هذا التواصل أنها مثل أختك! ويلبس عليك بأن الحديث ليس فيه شيء!
ولن يتوقف الشيطان في خطواته عند هذا الحد، فأنت شاب في أول مراحل المراهقة، وعنفوان الشباب، وبداية اندفاع الشهوة، والتواصل العاطفي مع أي فتاة سيُفسد عليك نفسك، ويوقعك في الكثير من مفاسد التعلق التي تؤثر عليك في دراستك وحياتك وعلاقاتك الأخرى، وغالباً ما ينتهي هذا التدرج بالرغبة في اللقاء والاجتماع، مع من تعلق قلبك بها، وما قد يحدث في هذا اللقاء، واللقاءات من الحرام والكبائر -والعياذ بالله-، ثم بعد كل هذه الخطوات تندم حين لا ينفع الندم، والله يقول: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).
ابني العزيز: لقد منع الإسلام التعارف العاطفي بين الجنسين، لما ينتهي غالباً إلى فعل الحرام أو الاقتراب منه، ولما يحدث فيه من سلوكيات، وأقوال تُرغّب في الحرام، لذلك منع الإسلام هذا التعارف، ولم يرخص فيه الإسلام إلا بغرض الخِطبة والزواج، وجعل ذلك وفق حدود وضوابط صارمة، وأنت في حوارك مع هذه الفتاة لا تهدف لا إلى خِطبة ولا إلى زواج، وأظن لا تستطيع ذلك في هذا السن، لذلك ما تقوم به من هذا التواصل هو لغرض الإشباع العاطفي والتسلية، ولا شك أنه حرام ولا يجوز، فكان ينبغي أن تتوقف عند أول خطوة، لكن تدرج بكما الشيطان إلى حد التعلق ببعضكما، وهنا ينبغي أن تتوقف وتتوب إلى الله قبل أن ينتقل الشيطان بك إلى خطوات أخرى.
ابني العزيز: عليك أن تجتهد في إصلاح نفسك، فما تفعله له تأثير سلبي على حياتك ودراستك، واكتسابك للعادات السلبية التي تغير حياتك في المستقبل، فعليك بقطع هذا التواصل دون أي تردد، وتوجه بالنصح لهذه الفتاة وقريبها أيضاً، إن هذا التواصل والتعلق لا يجوز ومحرم، وعليكم جميعاً التوبة إلى الله تعالى، وتحقيق شروطها الثلاثة من الإقلاع عن فعل الذنب، والندم على فعله، والعزم إلى عدم الرجوع إليه.
ننصحك -ابني العزيز- بقطع التعلق القلبي بهذه الفتاة، أن تقطع كل وسائل التواصل معها حتى لا تعود في لحظات الضعف، وأن تخبر صديقك بقطع هذه العلاقة مع أخته ورفضك التواصل معها، وأن تشغل وقتك في الأمور النافعة، كالرياضة، والعمل الصالح كقراءة القرآن والصلاة، وطلب العلم النافع، ولا تترك لعقلك فرصة الاسترسال في التفكير في هذه الفتاة، فمجرد أن تخطر ببالك بادر إلى الاستعاذة بالله من الشيطان، ثم أشغل نفسك بأي شيء مفيد، وهذا سيحتاج منك لوقت حتى يزول التعلق من قلبك وتعود إلى حياتك الطبيعية.
لا تنس الدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى أن يصلح قلبك ويذهب عنك هذا التعلق، وأن يعينك على ترك الحرام، والابتعاد عن أسبابه، ونحن على يقين أن رغبتك في الابتعاد عن الحرام ستكون الأقوى في قطع هذا الطريق على الشيطان ومكائده.
أسأل الله أن يوفقك للخير والطاعات، وأن يعينك على الخير والصلاح.