ما هو الواجب عليّ تجاه خاطبي الذي توفي قبل إكمال الزواج؟
2025-03-02 01:52:06 | إسلام ويب
السؤال:
كنت أحب شخصًا وكنا مخطوبين، وننتوي الزواج، وكنا نحب بعضنا جدًا، لكن كانت بيننا علاقة محرمة، ورغم ذلك كان شخصًا محترمًا جدًا، لكننا أخطأنا، وهو توفي، وأنا تبت إلى الله، ودائمًا أدعو له بالرحمة والمغفرة.
هل يمكن أن يتقبل الله توبتي ودعائي له؟ وهل -إذا لم أتزوج- يمكن أن يجعله الله زوجي إذا غفر لنا ودخلنا الجنة؟ نحن دائمًا كنا نتوب ونعود، وكان عندنا نية التوبة دائمًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يتوب عليك، وأن يغفر لك، وأن يرحم هذا الشاب، وأن يعفو عنه، إنه جواد كريم.
الواجب عليك الآن -أختنا الكريمة- تجديد التوبة لله عز وجل، وكثرة الأعمال الصالحة المكفرة للذنوب، وإنا نسأل الله أن يثبتك على الطاعة وأن يغفر لك ما كان منك.
ثانيًا: ما دام الشاب قد تاب قبل الموت، وإنا نرجو الله أن يتقبل توبته، وأن يغفر له ما كان منه، إنه غفور رحيم.
ثالثًا: إننا لا ندعوك إلى الانعزال أو الانزواء، بل نرجو منك إن تقدم إليك خاطب صالح أن توافقي عليه، وألا تخبري أحدًا بما حدث معك، فالستر واجب -أختنا-، والناس لن تغفر لك ما حدث حتى لو أقسموا على ذلك.
رابعًا: ثقي بأن الله سيتقبل منك توبتك متى ما كنت صادقة فيها، فالتائب -أختنا- حبيب الله سبحانه وتعالى، وقد أخبر بذلك سبحانه وتعالى في كتابه فقال: {إن الله يُحب التوابين ويُحب المتطهرين}، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الله تعالى يفرح بتوبة العبد، فقال: (للَّهُ أَفْرحُ بتْوبةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سقطَ عَلَى بعِيرِهِ وقد أَضلَّهُ في أَرضٍ فَلاةٍ) متفقٌ عليه، فلا تيأسي من رحمة الله، ولا تقنطي من روحه، فرحمته سبحانه وتعالى وسعت كل شيء، كما أخبرنا في كتابه الكريم، قال: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}.
وعليك أن تعتقدي أنه سبحانه وتعالى سيتوب عليك، فهذا من حسن ظن العبد بربه، وفي الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي، فليظن عبدي بي ما شاء)، واعلمي أن الحسنات يذهبن السيئات، فأقبلي على ربك إقبال العبد الفقير على ربه الغني الكريم الودود.
خامسًا: أما تمنى الشاب أن يكون زوجًا لك في الجنة، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "إذا أحب الرجل امرأة في الدنيا ولم يتزوجها وتصدق بمهرها، وطلبها من الله تعالى أن تكون له زوجة في الآخرة، رُجي له ذلك من الله تعالى".
فعلى هذا القياس فيمكن إن شاء الله أن يكون زوجك، لكنا ننصحك بترك التفكير في ذلك إذا ما أتاك خاطب جيد.
نسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يقضي لك الخير، والله الموفق.