تواصلت مع فتاة من بلد آخر ولا أستطيع خطبتها، فماذا أفعل؟
2025-03-03 02:32:06 | إسلام ويب
السؤال:
هذه الرسالة بناءً على طلب الفتاة التي أكلمها.
أما بعد، فقد بدأت القصة عندما تعرفت إلى الفتاة عبر الإنترنت، وكان من أول أسئلتها: "هل أنت مسلم؟ هل تصلي؟"، هذه الأسئلة جذبتني صراحة، الفتاة تعيش في بلد مسلم غير عربي، لكنها تعيش في بيئة غير إسلامية، عندما تعرفت إليها لم تكن محجبة وكانت تسمع الأغاني وتتبرج وتضع العطور، لكن بعد أن تعرفت إليها، أقنعتها بترك كل ذلك.
استغرقت العملية جهدًا كبيرًا لإقناعها، كنا نقرأ القرآن كل يوم، ونقوم الليل، حتى أنها كانت توقظني لصلاة الفجر. لم يكن هناك تبادل لأي صور أو محادثات صوتية، فقط عبر الرسائل. حتى إني أخذت إذن أهلها لمحادثتها، وتعبيرًا مني عن حسن نيتي، وأنني أنوي خطبتها.
أصبحت الفتاة ملتزمة جدًا بفضل الله، حتى أصبحت هي تعطيني النصائح، حتى سألتني إذا كانت المحادثة بيننا حرام أم حلال، فقلت على الأغلب حرام، فقالت: "ماذا يجب أن نفعل؟" فقلت: "لا أعلم،" لذلك قدمت إليكم.
كل ما في الأمر أنها تعيش في بيئة غير إسلامية، ولولا أني منعتها لوقعت في العديد من المحظورات، كما أنني استثمرت بهذه الفتاة كثيرًا، فأصبحت كما أريد أن تكون الفتاة، ذات أخلاق ودين.
حالتي المادية سيئة جدًا، لذا لا أستطيع أن أسافر وأقوم بخطبتها، ولا أعلم حتى ماذا ستكون ردة فعل أهلي لذلك، ولا أعلم إن كنت أستطيع تأمين المال لخطبتها؟ أنا حائر، لا أريد أن أغضب الله، وأخاف أن أترك الفتاة فتكون فريسة لشياطين الإنس والجن!
إذا كان علي تركها: فأشيروا عليّ بطريقة لكي أخبرها دون أن أكسر قلبها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بدعوة الفتاة، أسأل الله أن يثبتها، وأن يلهمها السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
الذي نقترحه عليك هو ربط الفتاة بفتاة صالحة مسلمة، تتابع معها التوعية الشرعية، أو مركز نسائي إسلامي، حتى يقوم الأخوات بالنصح لها، والاستمرار معها في الإصلاح، ومعاونتها على أن تثبت على هذا الدين وعلى هذا الخير، وإذا وجدت في البلد الذي هو فيها أيضًا داعيات فاضلات، فيمكن أن تقوم بعضهن بالتواصل معها، حتى تثبت على الدين.
واجتهد أنت في إصلاح أوضاعك المالية، ولا مانع بعد ذلك من أن تأتي البيوت من أبوابها، وإذا كان الأمر صعباً، فلا مانع من أن تشجع غيرك من الدعاة ومن العاملين ممن يمكن أن يستر على هذا الفتاة، ويتواصل مع محارمها ليكمل معها المشروع الأسري، وأرجو أن تكون النية في هذا واضحة لتثبيتها على الدين، ومعاونتها على طاعة رب العالمين سبحانه وتعالى، ونرجو أن يكون في الذي حصل منك أجر كبير وثواب عظيم لك.
ولكن الأمر كما ذكرت لا يجوز التواصل بهذه الطريقة، خاصة والنهايات مجهولة؛ لذلك مصلحة الفتاة أن تجد من يعينها على الخير والثبات من الصالحات، وما أكثر الصالحات حتى لو عندك أخوات في البيت أو عمات أو خالات صالحات، فيكون أيضًا من الأفضل التواصل معها وتثبيتها على الدين. وبعد ذلك يمكن أن تكمل هذه المراسيم، أو على الأقل هي تفوز بأن تثبت على دينها، وتعرف ماذا عليها، وسيأتيها الرزق الذي قدره الله لها، وسيأتيك أيضًا ما قدر الله تبارك وتعالى لك.
شكرًا على هذا الحرص، وشكرًا على هذا السؤال، لأن أحكام الدين ينبغي أن تتلقى من أهل الاختصاص، ونحن إذ نحيي ما قمت به؛ ندعوك إلى استبدال المجهود الذي تقوم به، بمجهود تقوم به إحدى الأخوات الفاضلات، أو مجموعة من الداعيات الفاضلات يتناوبن في توعية الفتاة المذكورة، حتى يعينها ذلك على الثبات على هذا الدين.
ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير، ثم يرضيكم به.