القلق والهواجس والخوف من المرض وكيفية مقاومتها

2006-05-22 11:39:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة تركت دراستي الجامعية منذ سنتين ولم أكملها؛ لأن التخصص لم يكن برغبتي، وسحبت أوراقي للتسجيل من جديد، وكلما حاولت التسجيل من جديد لا يقبلونني، علماً بأن نسبتي ومعدلي جيد جداً، وعذرهم: (لا نقبل)، ولا يوجد سبب معين، فوضت أمري إلى الله، وجلست في البيت.

كنت أحب شخصاً قريباً لي وكم تمنيته زوجاً لي؛ لأنه إنسان صالح، ويخاف الله ويحبني، لكن الموضوع كان يتعقد كل حين وآخر، كان الرفض من جهة أهله بحجة لا نعرفها، وفي الأصل لم يكن هناك عذر واضح، لكن الآن وبعد مرور 3 سنوات على هذا الكلام ولله الحمد موضوع زواجي منه تسهل بأمر الله تملكت عليه وزواجنا بعد شهرين.

مشكلتي هي أنني أعاني من قلق نفسي بداخلي وخوف تحول عندي للوسوسة لا أعلم كيف أصفها، فأنا أخاف عليه بشدة، وأخاف على نفسي، أفكر دائماً بأوهام سخيفة وتأتيني هواجس الأمراض، أنا فيني كذا، أو مثلاً أقول (عسى ما فيني هذا المرض).

لا أعلم سبب التفكير السخيف! أخاف من الوحدة، والفراغ يكاد يقتلني مع الوساوس والتفكير في كل ما هو سيئ ومخيف. أنا مقبلة على حياة زوجية، مع أن الإنسان الذي أحلم به صار زوجي، لكني لم أرتح نفسياً فنفسيتي متعبة، ولا أعلم كيف أتخلص من الوساوس، أخاف النوم وحدي، وأحب النوم والناس من حولي.

ومع الوساوس تزداد نبضات قلبي وأرتجف خوفاً، وترتعش أطراف يدي وتتنمل أحياناً قدماي، وأقول أحياناً هذه أعراض فقر الدم ولا أعلم.

أتمنى الرد علي بأسرع وقت، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أولاً: أسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج من هذا الرجل الصالح.

حقيقة هذه الأعراض التي تنتابك هي في حقيقتها نوع من القلق والتوتر، وهنالك أيضاً بعض المخاوف المرضية، وكلها حقيقة تأخذ الطابع الوسواسي من وقت لآخر.

أيتها الأخت الفاضلة: أنت مطالبة بأن تسعي دائماً لأن تكوني مطمئنة، وهذا يتأتى أولاً: -قطعاً- بأن الإنسان يسأل الله أن يجعل باله هادئاً ومرتاحاً، وأن يلتزم بعباداته وصلواته وورده القرآني اليومي.

ثانياً: على الإنسان أن يفكر تفكيراً إيجابياً، وأنت -الحمد لله- الآن خطوت خطوات ممتازة، بالرغم من أنك لم تصلِي لما تريدين فيما يختص بالدراسة، إلا أن الله قد هيأ لك إن شاء الله الرجل الصالح، وهذا سوف يعوضك كثيراً عن كل سلبية في حياتك، فأرجو أن تحاولي أن تعيدي صياغة التفكير لديك، بمعنى أن يكون تفكيراً إيجابياً أكثر منه سلبياً.

ثالثاً: الوساوس أياً كان نوعها التخوف من المرض أو خلافه لابد أن نحقرها وأن نتفهها، فأرجو ألا تعطيها قيمة.

والشيء الآخر في علاج الوساوس هو أن تستبدلي الفكرة الوسواسية بفكرة مضادة لها، دائماً إذا أتتكِ فكرة المرض قولي: الحمد لله أنا أتمتع بصحة والله هو الحافظ، ركزي على ذلك وكرريه في داخلك وسوف تجدي إن شاء الله أن فكرة المرض أصبحت تتلاشى وتضعف حتى تنتهي بإذن الله تعالى، وهذا ينطبق على كل الوساوس، أي أن تستبدلي الفكرة الوسواسية بفكرة مضادة لها تماماً، هذا أمر مهم جدّاً.

كما أنه يمكنك أن تقرني ما بين الفكرة الوسواسية وفعل مخالف، وفي هذه الحالة نفضل أن يكون هذا الفعل هو إيقاع الألم الجسدي على الذات، بمعنى أن تضربي على يديك ضربة شديدة حتى تحسي بالألم، فهذا الإحساس بالألم حين تفكري في الوسواس ويكون هنالك ألم يقترن به، إن شاء الله سوف يضعف الوسواس وسوف يضعف الخوف لدرجة كبيرة حتى ينتهي، جربي هذه التمارين، هذه التمارين جدواها العلمية مثبتة وفاعليتها، ولكنها تتطلب الصبر والأناة والالتزام، وهذا هو الذي نرجوه منك إن شاء الله تعالى.

لا بأس أبداً أن تتناولي أيضاً علاجاً دوائياً بسيطاً ولمدة بسيطة، الدواء الذي أرشحه في حالتك يعرف باسم سبرلكس، هو دواء فعّال وممتاز ومضاد للوساوس والمخاوف، خاصة المخاوف المرضية، أرجو أن تتناوليه بجرعة نصف حبة أي 5 مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى 10 مليجرام حبة كاملة ليلاً وتناوليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى 5 مليجرام أيضاً، بمعنى أن تكون الجرعة نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم توقفي عنه تماماً.

إن شاء الله هذه الطريقة من إرشاد سلوكي وتناول للدواء سوف يزيل عنك كل هذه الأعراض.

أما بالنسبة لفقر الدم؛ فلا أعتقد أن هذه الأعراض تتماشى مع فقر الدم، ولكن لا بأس مطلقاً أن تقومي بإجراء فحص بسيط للتأكد من نسبة الهموجلوبين لديك وهي التي تعكس قوة الدم.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.

www.islamweb.net