العلاقة بين الطالبة ومعلمها في الحدود المشروعة

2025-03-04 02:53:04 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 14 سنة، في الصف الثامن الإعدادي، أعيش في بلد أجنبي، و-الحمد لله- لغتي الأجنبية جيدة للغاية، وأحب أستاذي، وآنساتي جدًا؛ لأنهم دائما يتصرفون معي بلطافة، لكنني فتاة تحب العزلة عن الناس؛ لأنني أخاف الاقتراب منهم، أشعر بأن الناس جميعهم سيئون، أشعر بأنني إذا اقتربت منهم سوف يؤذونني، أو يغيرون أفكاري، من أجل هذا لا أملك أصدقاءً أبدًا، لكنني أملك صديقًا واحدًا، هو الوحيد الذي يفهمني، وعندما أكون معه أشعر براحة للغاية، إنه أستاذي في مادة الرياضيات، الذي يبلغ من العمر 64 عامًا، إنه رائع للغاية، ومرح أيضًا، جميع الفتيات يحبون التحدث معه، لست أنا فقط، لكنني لاحظت أنه يهتم بي أكثر منهم، عندما أذهب لأتحدث معه في الفرصة، أرى الطالبات متجمعات حوله، لكن عندما يراني يبتسم، وأذهب إليه مباشرة، وينسى الطالبات من حوله، والطالبات أصبحن يحسدنني في الفترة الأخيرة؛ لأن الأستاذ يفضلني على جميعهن.

بدأت ألاحظ على أستاذي التغير، أقصد بأنه أصبح يقترب مني أكثر في الفترة الأخيرة، سألني كيف أشعر تجاهه عندما نكون لوحدنا، بدأت أشعر بالخوف حقًا، والحزن؛ لأنني أحبه كثيرًا، ولا أريد أن أفكر بأنه...؛ لأنه أقرب صديق بالنسبة لي، وأحبه كثيرًا حب صداقة، أنا لا أريده أن يحبني إلا حب صداقة، لا أريده أن يتعمق في حبه.

ماذا أفعل؟ أرجوكم ساعدوني، أنا لا أستطيع الابتعاد عنه، ولا أستطيع التقرب منه كثيرًا؛ لأنني أصبحت أخاف في الفترة الأخيرة.

أرجوكم ساعدوني في مشكلتي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولًا: أود أن أشيد بقدرتك على الحديث عن نفسك بوضوح، والتعبير عن مشاعرك بطريقة جيدة.

قوله لك: كيف تشعرين ونحن وحدنا، يدل أن هناك مشكلة حقيقية، مع اهتمامه الكبير بك، والإسلام حرم العلاقات بين الرجال والنساء حتى مع اختلاف العمر، فضعي حدا لهذاً الأمر، قبل أن يكبر ويصعب الحل، فتوقفي عن التحدث معه، ولا يحتاج منك أن تبرري ذلك، وهو سيعرف، ولو احتاج الأمر للتوضيح فوضحي له بكل أدب.

من المهم جدًا أن تدركي أنه يجب أن تكون هناك حدود واضحة ومحترمة، وبما أنك في هذا العمر الصغير، وفي سياق العلاقة بين الطالبة والمعلم، فالعلاقة بينهما يجب أن تكون مهنية وتربوية فقط.

1. علاقتك بأستاذ الرياضيات يجب أن تظل داخل نطاق المهنية والاحترام المتبادل، من الضروري أن تكوني واعية، بأن العلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين يمكن أن تكون معقدة وغير مناسبة، خصوصًا مع وجود فارق كبير في العمر والمركز الاجتماعي.

2. من الطبيعي أن تشعري بالخوف والقلق، إذا شعرتِ بأن هناك تغيرًا في سلوك المعلم نحوك، إذا شعرتِ بعدم الارتياح، من المهم الثقة بحدسك، والابتعاد عن المواقف التي تجعلك غير مرتاحة.

4. إذا كنتِ تشعرين بالقلق من سؤال المعلم حول مشاعرك تجاهه، فمن المهم أن تضعي حدودًا واضحة في تفاعلاتك معه.

يمكنك أن تكوني مهذبة، ولكن حازمة في إيصال رسالة أنك تريدين الحفاظ على علاقة مهنية فقط، قولي له مثلاً: " أنا أحترمك؛ لأنك أستاذنا، ولكن أشعر أن علاقتك تجاهي أكثر من علاقتك بزملائي الآخرين، وأنا أرجو أن تبقى علاقتي معك مثل علاقة الزملاء الآخرين"، وإذا دعاك إلى غرفة، أو مكان بعيد عن الآخرين، فلا تستجيبي له مطلقًا، حتى لو أدى الأمر بك إلى أن تصرخي بأعلى صوتك لطلب المساعدة، ينبغي أن تأخذي الأمور بجدية أكثر.

5. من المهم أن تعتني بنفسك وبمشاعرك، حاولي العثور على أنشطة وهوايات.

6. استعيني بالمحافظة على الصلاة، والدعاء إلى الله تعالى أن يحميك من الأشرار دومًا.

تذكري دائمًا أن سلامتك وراحتك النفسية هي الأولوية، من الطبيعي أن تشعري بالارتباك أو القلق في هذا العمر، لكن من المهم أيضًا الحفاظ على الحدود الصحية في العلاقات، خاصةً مع البالغين والمعلمين.

والله الموفق.

www.islamweb.net