ما هي أفضل أساليب تأديب الطفل الجشع المتلهف للطعام؟
2025-11-22 21:50:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنة أختي عمرها 8 سنوات، متلهفة كثيرًا، وعندها فرط حركة، ولكن أكثر الأمور إزعاجًا أنها متلهفة دائمًا لشراء الحلويات المضرة بكثرة؛ فهي تحب شراءها كثيرًا، وأثناء تناول الغداء تتفوه بكلمات مثل: " أريد لحمًا كثيرًا، أو أريد دجاجًا"، وتنظر في أطباق الآخرين على الرغم من وجود اللحم أو الدجاج لديها؛ حيث نعطيها منه، وذلك يحدث كثيرًا أمام الضيوف والأقارب، فما هو أفضل أسلوب للتأديب؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمةُ الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بكِ -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لكِ تواصلك معنا بهذا السؤال.
أختنا الفاضلة: هناك جانبان لهذا السؤال:
الجانب الأول: علينا أن نتأكد من أن هذه الطفلة التي في الثامنة من عمرها لا تعاني من اضطراب نفسي؛ لأنه قد يُصاب به الأطفال، ومنه (طيف التوحد)، أو (فرط الحركة وتشتت الانتباه)، أو حتى ضعف النمو في بعض الجوانب، ومنها عدم تقدير الظروف المحيطة، وما يُعرف بالآداب والعادات والتقاليد، بحيث إنها تتصرف غير مبالية بسلوكياتها، وتأثير هذا السلوك على مَن حولها في الأسرة أو خارجها.
وفي هذا المجال أنصح أولًا بعرض الطفلة على طبيب أطفال عام -وليس بالضرورة طبيبًا نفسيًا-؛ ليقوم بتقييم درجة التطور والنمو عند هذه الطفلة، وأؤكد على هذا، خاصةً إذا ترافقت هذه السلوكيات معكم ببعض الصعوبات السلوكية في المدرسة.
أمَّا الجانب الثاني -وهو يتعلق بتربية الأطفال-: فإن القاعدة العامة أن السلوك الذي نلاحظه، ونعلّق عليه، وننتبه إليه يزداد مع الوقت، بينما السلوك الذي لا ننتبه إليه، ونتجاهله، يخف، ويذهب من تلقاء نفسه، وفي معظم الأحيان نحن الآباء والأمهات والمربون نعطي انتباهنا للسلوك السلبي فيتكرر، ونستغرب لماذا هذا الطفل يُكرِّر هذا السلوك السلبي، ونتجاهل ما يجب علينا أن نوجِّه إليه انتباهنا، وهو السلوك الإيجابي.
فإذًا في تعاملكم مع هذه الطفلة، حاولوا وقتًا مُعيَّنًا أن تتجاهلوا طلباتها هذه، ولا تعلقوا عليها، ولا تبدوا أي اهتمام بها، بينما في نفس الوقت، عندما تُظهرُ سلوكًا حسنًا مقبولًا فعزّزوا هذا بالشكر والتقدير: "أحسنت، لقد أكلت الطعام الذي أمامك، والذي هو خاص بك"، وبهذا نجد مع الوقت أنها سَتُكثر من السلوك الإيجابي الحسن، وستتخلى تدريجيًا عن السلوك السلبي غير المرغوب.
هذه طبعًا نقطة أساسية، والنقطة الثانية، والتي تساعد على تطبيق ما ورد أعلاه، هو: أن يكون الجو العائلي فيه الاطمئنان والراحة، بعيدًا عن الخلافات والمشاجرات، سواءً بين الوالدين، أو بين أفراد الأسرة المختلفين.
أسأل الله تعالى أن يُلهمكم صواب الرأي والقول والعمل، وأن يُعينكم على توجيه هذه الفتاة التوجيه الصحيح.