ظهرت المشاكل بيني وبين مخطوبتي بسبب كثرة الضغوط، فما توجيهكم؟
2024-02-21 22:41:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم .
أنا شاب عمري 24 عاماً، قبل سنة أحببت فتاة ثم قررت الذهاب لخطبتها، بعد التردد الشديد بسبب حالتي المادية، وبعد أن ذهبت وطلبت يدها أردت أن أعقد عليها، بسبب وقوعنا في تجاوزات مثل المكالمات والصور. وبعد الخطبة وكتب الكتاب كانت الأمور تجري بشكل جميل (جمال البدايات)، وبعد عدة أشهر بدأت بيننا بعض الخلافات، لكن الأمور تفاقمت بحيث جرت معي بعض المشاكل، من حادث شديد، ومشاكل في عملي القديم، فذهبت مباشرة -ولله الحمد وتوفيقه- إلى عمل آخر، وقد وجدته سريعًا، ثم مررت بمشكلة أخرى مع الشركة بسبب مشاكل مالية معهم (الله يهديهم)، وانتقلت إلى شركة أخرى بفضل الله، ووجدت العمل بشكل سريع. مع العلم أني لم أدفع المهر بعد، لأني دخلت في جمعيات، وأيضًا فترة تسليم المهر -التي تم الاتفاق عليها من قِبلي وقِبل والدي، ووالدها وكبار العائلة- قد اقتربت جداً.
النقطة الرئيسية: المعلومات التي ذكرتها أعلاه أظن أنها قد تكون لها علاقة بالمشكلة، والمشكلة أني لا أستطيع أن أتحمل كمية الضغوطات المحملة على أكتافي، وإني ولله أعي كمية تقصيري مع مخطوبتي، وأنا أعود للبيت دائمًا في وقت متأخر بسبب ضغوطات العمل، وعندما أصل البيت أحتاج فقط للهدوء وللراحة، فأجد رسائل فيها زعل وعتاب، وحاولت التكلم معها، والاعتذار بأني أحاول جاهدًا تقديم الحب والوقت لها، لكن للأسف أجد الغضب والاختصار وقلة الكلام والعتاب، فكيف أتصرف وماذا علي القيام به؟
شكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يُقدِّر لك الخير ثم يرضيكم به، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.
أرجو أن تعلم وأبنائي جميعًا أن الحياة الزوجية تحتاج إلى صبر من الطرفين، وأن الحياة تقتضي أن يحرص كل طرف على إسعاد الشريك، ولكن ظروف الدنيا لا يملكها الإنسان، والدنيا كما قال الشاعر:
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنتَ تُرِيدُهَا *** صَفْوًا مِنَ الأقذاءِ والأكدارِ
ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طِباعِهَا *** متطلِّبٌ فِي الماءِ جَذوةَ نارِ
وما يحصل من المخطوبة -التي عقدت عليها وكتبت كتابها- من رغبة في أن توفر لها مزيداً من الوقت أمرٌ طبيعي، لكن من المهم أن تحسن الرد وتُوضِّح لها الظروف التي تقابلك في العمل، والظروف التي تقابلك في الحياة، لأن الحياة الزوجية الناجحة لا تقوم إلِّا على الوضوح والصراحة بين الطرفين في مثل هذه الأمور، فأنت يمكنك أن تقول: (لم أستطع الرد لأنه كان عندي كذا وكذا، وفي هذا اليوم الذي تأخرت في الرد عليكم فيه، كانت توجد أمور خارجة عن إرادتي ولظروف العمل)، وبهذا الوضوح تستطيع أن تعتذر وهذا له أثر كبير، وأيضًا من المهم جداً أن يكون هناك اعتذار لطيف في حالة التأخر والتقصير، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.
وهذه المشكلات الصغيرة أيضًا ستتلاشى وتذوب بعد إكمال المراسيم، لأنه عند ذلك ستتضح الأمور أكثر وسيتوفر لكم وقت أكثر، فنسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير، وستعودون إلى الجمال الذي وجدتموه في البدايات، ومعلوم أن التوتر يزيد كلما اقتربت المناسبة، لأن العاطفة تتأخر والمسؤولية تتقدم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على بناء حياة زوجية على قواعدها الصحيحة.
واعلموا أن الأمر كما قال أبو الدرداء لزوجه ليلة البناء بها: (إذا غضبتُ فرضني، وإذا غضبتِ رضَّيتُك، وإلا لم نصطحب).
نسأل الله أن يعينكم على كل أمر يرضيه، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادر عليه.