كيف أتعامل مع زوجي وهو يستثير عصبيتي بأسلوبه؟
2024-03-21 02:54:32 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا متزوجة منذ سنة ونصف، تزوجنا عن طريق الحب، لكن تحدث مشاكل كثيرة بيننا، وسبب المشاكل هو العناد، والرد والغضب والعصبية.
أمس حدثت مشكلة كبيرة، وزوجي أخبرني بأن لا أرد، لكني لم أتمالك عصبيتي، وطلعت مني كلمات أزعجت زوجي، بحيث أخبرته بأنه رجل وسخ، لا يعرف التحدث، ودائماً تحدث بيننا نفس المشاكل.
ما الحل برأيكم؟ زوجي كلما تحدث مشكلة لا يصلح أي شيء، وأنا في كل مشكلة أعتذر عن أسلوبي وتصرفي، لكن زوجي لا يعتذر، وبعد ذلك نتخاصم، وعلى نفس المشكلة.
زوجي حين يتكلم لا بد أن أسكت، وأنا عند الغضب لا أتحكم بلساني، ويوجد بيننا طفل، وزوجي يقول لي بأنه يكرهني جداً، وباق معي فقط من أجل الطفل، ولأنه يريد الطلاق وترك المنزل.
ماذا أفعل؟ على الرغم من أني قبل فترة حاولت الجلوس معه لكي نتفاهم على هذا الإشكال، ماذا أستطيع أن أفعل؟ أنا أخطأت، بهذه الكلمة، لكن زوجي أخطأ علي بأسلوبه، وبالضرب أمام الطفل، لذلك طلع مني هذا الكلام.
ما الحل؟ أنا محتارة، وندمانة، ما كنت هكذا، وهو الذي جعلني أصل لهذا الوضع، ما الحل؟ أتمنى أن تساعدوني لترك العصبية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُؤلِّف القلوب، وأن يُصلح الأحوال.
أرجو أن تعلمي ويعلم زوجك أن البيوت لا تخلو من الخلافات، وليس هاهنا الإشكال، وإنما الإشكال في كيفية التعامل مع الخلافات التي تحدث، وإعطائها حجمها المناسب، والحرص على حلِّها بالطريقة المناسبة، وأعتقد أنكم بحاجة إلى أن تتواصلوا مع موقعكم، ومرحبًا بكم في موقعكم، أو مع جهات مختصة، حتى تضع النقاط على الحروف، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونتمنّى أيضًا من زوجك أن يتواصل مع الموقع ليعرض وجهة نظره.
أرجو أن تعلمي أن الكلمة لها أثر كبير، وممَّا يُعينك على التحكّم في الكلمات عند الانفعال التعوّذ بالله من الشيطان، وذكر الرحمن، وتغيير المكان الذي يحدث فيه الخلاف، لأن الشيطان يحضر، وتهدئة الأركان، بمعنى إذا كنت واقفة فتجلسين، وإذا كنت جالسة تتكئين.
كذلك إمساك اللسان؛ لأن اللسان يُخرجُ الكلمات السيئة عند الغضب، وهذا من مداخل الشيطان، وإذا كان الغضب شديدًا فعليك أن تتوضئي ثم تُصلي وتسجدي لله تبارك وتعالى، وعند الخصام أيضًا ينبغي أن تخرجي من المكان وتبتعدي عن زوجك ويبتعد عنك حتى تهدأ النفوس.
لا مانع من أن تعتذري لزوجك، واعلمي أن في هذا رفعة لكِ، وفيه إشارة، ونجد ذلك في حديث النبي (ﷺ) حتى لو كان الرجل هو المخطئ، تقول: (لا أذوقُ غمضًا - أي لا أنام - حتى ترضى)، ثم بعد ذلك حاوريه وبيّني له ما عندك من آلام.
لذلك نحن نقول: إذا خاصمتِ زوجك صباح الجمعة فصالحيه ظهر الجمعة، ثم مساء السبت بيّني له أنك تُحبينه، وأن الموقف الذي حصل جرح مشاعرك، وأنك تضررت، عندها سيقول الرجل: "آسف" ويعتذر لك.
إذًا نحن نقدّم الصلح والاعتذار، وليس معنى ذلك أن نترك المشاكل دون حل، ولكن نختار الوقت الذي نطرح فيه الشيء الذي أشعرنا بالألم أو التصرف الذي أزعجنا، ونُقدّم بين ذلك ذكر الإيجابيات: "الحمد لله فيك كذا وكذا وكذا، لكن الموقف الفلاني جرح مشاعري، والموقف الفلاني أثّر عليَّ، والموقف الفلاني يضرُّ طفلنا" يعني: بهذا الهدوء وبهذه الطريقة.
إذا شعرت أن هناك توتراً فينبغي أن نُوقف الحوار، وتبتعدوا عن بعضكم، وتتخذوا الوصفة النبوية التي أشرنا: ذكر الرحمن، التعوّذ بالله من الشيطان، وإمساك اللسان، وتغيير المكان، وتهدئة الأركان، والوضوء، الصلاة...هذه وصفة نبوية، نستطيع بها أن نسيطر على الغضب، ونتخلص بها من العصبية.
دائمًا أنا أريد أن أقول: لا بد أن تأخذ المشاكل حجمها المناسب، حتى عندما نريد أن نتحاور هناك أسس، من المهم أن نقول: "الحمد لله عندنا كذا، وعندنا كذا، وتُشكر على كذا" وهو يقول: "تُشكرين على كذا، لكن اليوم نناقش المشكلة الفلانية". إذًا حاجة محددة هي التي يدور حولها النقاش، أمَّا عندما ينفتح النقاش بهذه الطريقة فإن كل العيوب تظهر، وهذا هو سبب التوتر، وبهذه الطريقة الشيطان يتدخل، وهمُّ الشيطان أن يغرس العداوة والبغضاء وأن يُخرّب البيوت.
نسأل الله أن يُعينكم على الخير، ونحن ننتظر تشجيع زوجك حتى يتواصل، ليعرض وجهة نظره، ولا مانع من أن تكتبوا استشارة مشتركة، كل إنسان يكتب ما عنده، لتأتيكم الإجابة الواضحة التي فيها نصائح للطرفين، وننصحك بالمحافظة على بيتك، وننصحه بعدم الاستعجال في الطلاق، وتجنب الكلمات الجارحة، كأن يقول: "أنا أريدك من أجل الطفل"، لا "أريدك من أجلك ومن أجل الطفل"، وأنت أيضًا لا تقولي: "لولا الطفل لفعلتُ"، لا "أنت تريدين زوجك والابن"؛ لأن الابن نفسه لن يسعد إلَّا مع أبٍ وأُمٍّ.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينكم على الخير.