أحس بالغربة بعد التزامي، فما النصيحة؟
2024-04-23 00:48:40 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب عمري 17 عاماً، قبل 3 أشهر، وبداية سنة 2024 صرت قريباً جداً من الله، والتزمت بالصلاة مع النوافل، ولكن أحس أني صرت غريباً عنهم، أنا سابقاً لم أكن أصلي، الكل كان يحبني ويحترمني، الآن حتى في المدرسة يقولون لي: أنت متشدد، ومن هذا الكلام، وكلما أنصحهم يقولون ما دخلك فينا، أو يستهزئون، وحتى أهلي عندما أقول لهم عن شيء حرام، يقولون وهابي ومتشدد، ومن هذه الألفاظ، ضاقت عليّ الدنيا، لا أعرف ماذا أفعل حتى ترجع محبتهم لي ويتقبلونني!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك أخي في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لصالح القول والعمل.
في البداية: الحمد لله الذي شرح صدرك للاستقامة والالتزام بالواجبات والنوافل، فاحمد الله الذي وفقك لهذا الطريق وشرح صدرك له، واسأل الله الثبات عليه حتى تلقاه، خصوصاً عندما تكون في سن الشباب والمراهقة؛ فهذا السن يحتاج لصبر ومجاهدة للنفس، وقد جاء في صحيحي البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه).
واعلم أخي - وفقك الله - أن الالتزام بالطاعات وترك الشهوات والملهيات وأهلها يحتاج لصبر ومجاهدة للنفس، وملازمة الصالحين ومجالس العلم، وصحبة الأخيار حتى تعتاد النفس على الخير، وتجد لها بديلاً عن البيئة الفاسدة التي كنت فيها.
لذلك ننصحك -أخي الكريم- بأن لا تلتفت إلى ما يُقال عنك من تهم واحتقار ونحوه؛ فهذا الأمر سنة تتكرر مع كل الصالحين والأخيار ولم يسلم منه حتى الأنبياء -عليهم السلام- قال تعالى: (إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون).
وعليك - أخي - أن تكثر من الطاعات والدعاء والاستغفار؛ فهذا مما يُقوي القلب لمواجهة الشهوات؛ فالله يوصي نبيه الكريم بقوله تعالى: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) فعليك بالبحث عن البيئة الصالحة ومجالس الأخيار، والاجتهاد في طلب العلم وتزكية النفس، وسوف يُغنيك الله عن تلك البيئة الفاسدة والصحبة القديمة التي كُنت فيها.
ولا تنس دعاء لله بأن يُثبّتك الله على الاستقامة، كما لا تنس أن تكون بين أصدقائك وأهلك، داعياً ناصحاً لهم بالحكمة والموعظة الحسنة واللين والكلمة الطيبة، وأن تترفّق بهم عند النصيحة، فلا تُغلظ لهم في القول، وتدرج معهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فهذا مما يزيد محبتك في قلوبهم، وكن أنت القدوة والمبادر لكل خير تأمرهم به؛ فهذا مما يزيد محبتك في قلوبهم.
وفقك الله وأعانك على الخير، وسدد خطاك وثبتك على الاستقامة حتى تلقاه.