الشخصية المعتدة بنفسها وأثر ذلك على نظرتها التسلطية
2006-06-18 13:20:25 | إسلام ويب
السؤال:
أنا عندي أخت (همجية) في تعاملها مع الجميع، حيث إنها تفهم القوة بشكل خاطئ، وساعدها على ذلك ترتيبها في العائلة، حيث إنها البنت الكبرى بين أربع بنات، وأمي ذات شخصية ضعيفة، ولا دور لها في البيت.
تقوم أختي بالتدخل في جميع الأمور، وهي شكاكة إلى أبعد الحدود، وتصرخ لأقل سبب، وتختلق المشاكل وتحب إظهار نفسها مظلومة (بعد كل ما تفعله).
علماً بأن هنالك في العائلة من هم بنفس هذه الشخصية.
فهل لهذه الحالة علاج أم أنها شخصية طبيعية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن هنالك العديد من الشخصيات، وعلم الشخصية هو من العلوم المتسعة جدّاً في علم الطب النفسي وعلم الصحة النفسية، وعلى العموم هنالك أربع ركائز أساسية يمكننا من خلالها أن نشخص الشخصية بصفة يقينية أكثر، وليس بمقاييس ظنية فقط.
أول هذه الأربعة معايير: ما يعتقده الشخص عن نفسه، نسأل الشخص ونأتي به ونسأله سؤالاً متجرداً ومتواضعاً: ماذا تعتقد عن نفسك؟ هذا مقياس مهم.
ثانيها: هو ما يعتقده الآخرون عن الشخص، ماذا يعتقد الآخرون عن الشخص؟ ملاحظاتهم عنه؛ خاصة الذين يعيشون معه، وفي هذه الحالة تعتبر ملاحظاتك مهمة.
ثالثها: هي المكونات التي سوف يبنيها الطبيب النفسي المقتدر عن الشخص، وذلك بعد المقابلة الشخصية معه، وهذه المقابلة قد تستمر لساعة أو لساعتين، وقد يحتاج الطبيب لأكثر من جلسة حتى يكوّن فكرة يمكن الاعتماد عليها في تشخيص الشخصية.
رابعها: هي إجراء ما يعرف باختبارات الشخصية وهي عدة اختبارات.
إذن هذه المقومات الأربعة هي التي تجعلنا نشخص الشخصية بصورة أكثر دقة وأكثر علمية.
يمكن أن أقول أن أختك ربما لديها نوع من الاعتداد الذاتي بذاتها، وهذه نوع من الشخصيات التي نعرفها، وهي الشخصية الباحثة عن الاستقلالية وعدم الاعتماد على الآخرين.
لا نعتقد أن الشخصية المستقلة كلها سيئة، ففيها نوع من الشيء الإيجابي إذا تم تسخير ذلك لفائدة الآخرين.
أرجو أن تنصحي أختك بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمقابلة إحدى الأخصائيات النفسيات، حتى يتم تشخيص حالتها بصورة صحيحة، والذي أنصح به هو دائماً أن تسدي النصح الإيجابي لأختك، أن تقولي لها: ما شاء الله أنت شخصيتك قوية، وأنت فعّالة، وأنت يمكن الاعتماد عليك، ولكن يا حبذا لو قمت أيضاً بكذا وكذا، بألا تكوني عصبية، بأن تكوني أكثر رحابة وصبراً، هذا النوع من التوجيه الإيجابي يقبل ويحسن كثيراً من الشخصية.
وبالله التوفيق.