توترت علاقتي بزوجي بعد تحدثه مع امرأة مطلقة، فكيف أتجاوز ذلك؟

2025-03-10 01:24:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ 7 سنوات، وحياتي مستقرة -والحمد لله-، في أحد الأيام قبل 6 أشهر اكتشفت أن زوجي كان يتحدث مع امرأة مطلقة لمدة أسبوعين، لكنه توقف عن ذلك بمجرد علمي بالأمر.

أنا أفكر باستمرار، وتخطر ببالي أسئلة تجبرني على الاستفسار، حتى أنني أوقظ زوجي ليلًا لسؤاله، إلى أن جاء يوم وانهرت فيه بالبكاء لمدة يوم وليلة كاملة دون توقف، وفي إحدى المرات أيقظته من النوم لأسأله، لكنه لم يجبني، فانهلت عليه بالضرب وكنت في قمة غضبي، ولا أدري ماذا أصابني؟!

هذا الموضوع لا يفارق تفكيري، ولا أستطيع التوقف عن استجواب زوجي، وأشعر بالألم والحزن بشكل شديد، ولا يمكنني استيعاب ما حصل وتخطيه، فلو أجاب على استفساراتي لا أشعر بالراحة والعكس، لا أخفيكم أنني فكرت بالانفصال فعلًا، ولكن الأمر لا يستحق، أفيدوني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يهديك إلى الخير، وأن يجلب لك الطمأنينة والأمان.

إذا كان زوجك قد توقف عن محادثة تلك المرأة، فأرجو أن تتوقفي عن هذا الفعل، وتعوذي بالله من شيطانٍ همّه أن يُحزن أهل الإيمان، وخالفي هذا العدو، وكلّما ذكّرك بما حصل تذكّري ما في زوجك من إيجابيات، وتذكري أنه تاب، وفي الحديث الشريف: "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"، وأن "كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون"، وأن "من تاب تاب الله عليه".

واعلمي أن هذا الإحساس يأتيك من هذا العدو الذي لا يُريد لنا الاستقرار في بيوتنا، ولا يريد لنا السعادة في حياتنا، ونتمنّى أن تُشجعي زوجك على التواصل معنا، حتى نستطيع أن نتفاهم معه؛ من أجل أن يكون عونًا لك على نسيان هذا الذي حدث.

وتخطّي مثل هذه المواقف من الأمور المهمة، واحمدي الله تبارك وتعالى أن زوجك توقف، وأنه معك، فتذكّري ما فيه من إيجابيات، واعلمي أن هذا المسلك ليس في مصلحتك، وليس في مصلحته؛ لأن هذا يُفقده ثقته في نفسه، فلا تُطالبيه بالإعادة، ولا تقومي بإعادة الأسئلة، والرجوع إلى القصة، ولا تُكرري عليه السؤال، وتجنبي ما يحصل لك من انهيار تمدّين معه يدك -عدوانًا- على زوجك؛ لأن هذا لا يخدم السعادة الزوجية، وسببٌ لتوتر الزوج، ونعتقد أن هذا كله سيصل به إلى درجة من اليأس، ولن يكون في مصلحة الأسرة.

وتعوذي بالله -كما قلنا- من الشيطان الرجيم، واعلمي أن الشيطان همُّه أن يحزن أهل الإيمان، وأن يُخرّب البيوت، وأنه "يَنْصِبُ ‌عَرْشَهُ عَلَى الْبَحْرِ؛ وَيَبْعَثُ جُنُودَهُ فَأَقْرَبُهُمْ إلَيْهِ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً؛ فَيَأْتِي أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا زِلْتُ بِهِ حَتَّى شَرِبَ الْخَمْرَ، فَيَقُولُ السَّاعَةَ يَتُوبُ، وَيَأْتِي الْآخَرُ فَيَقُولُ: مَا زِلْتُ بِهِ حَتَّى فَرَّقْت بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ، فَيُقَبِّلُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَيَقُولُ: أَنْتَ، أَنْتَ"، واعلمي أن الله أمرنا بأن نخالف هذا العدو فقال: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6].

وأرجو أن يكون في رمضان فرصة لك ولزوجك للمراجعة وإصلاح ما بينكما من العلاقات، ونسأل الله أن يوفقكما، وأن يرفعكما عنده درجات.

والله الموفق.

www.islamweb.net