حال ابني يصعب عليّ ولا أعرف ماذا يجب عليّ فعله تجاهه؟
2025-03-10 01:50:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أم لثلاثة أطفال، ابن عمره 10 سنوات، وبنتين عمرهما تسع وخمس سنوات، ومنفصلة، والأب لا يريد أولاده، ولا أن يراهم، ولا أن يصرف عليهم، وأنا أتحمل كل شيء من جميع النواحي، وأحمد الله على كل حال، ولكن أولادي مشاكلهم كثيرة؛ فابني يبذل مجهوداً في دراسته، ولكن حظه سيئ في كل شيء، سواء في الدراسة، أو حتى في أي لعبة يحبها، ودائمًا ما تحدث المشاكل؛ مما يجعل أعصابي متعبة من كثرة الهموم، على الرغم من أنني أصلي، وأحافظ على السنن، ولدي ورد من القرآن أواظب عليه، وأولادي أيضًا محافظون على الصلاة والقرآن، فهي مهمة في بيتنا جدًا.
دائمًا ما أسمع بأنه إذا حدث شيء سيئ فإن الله يعوضه، ولكن أولادي مكسورون؛ يبذلون المجهود ولا يجدون المقابل ولا العوض.
أنا راضية، وأحمد الله وأشكره على نعمه، ولا أنظر لأحدٍ، ولكن مدرب ابني لا يقدره، مهما غيرنا الأماكن والمدربين؛ فقد صرفت الكثير للاستعانة بأحسن المدربين، ومهما بذل ابني من مجهود فليس لديه حظ، وكذلك بالمذاكرة، حالته تصعب عليّ، فهل هناك عمل أقوم به؟ فنحن نعيش في مجتمع إذا لم يكن هناك رجل، تمادى الغير في أخذ الحقوق، ولذلك فأنا أشعر بالحزن والبؤس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.
إننا نحمد الله الكريم أن رزقك التدين، وحب الصلاة، وقراءة القرآن، والمحافظة على الأذكار، وهذا دليل خير فيك، نسأل الله أن تكوني كذلك وزيادة.
أما بالنسبة لحديثك، فدعينا نجيبك من خلال ما يلي:
أولًا: يتخلل اليأس إلى البعض حين ينظر إلى مشاكل قائمة لا يضعها في إطارها الطبيعي، ثم يأتي الشيطان فيضخم تلك المشاكل، ليحاصر صاحبها، ويدخله في صراعات نفسية مضرة به، وهذا -للأسف- يقع فيه البعض دون أن ينتبه.
ثانيًا: لقد ذكرت أن أولادك لا حظ لهم؛ لأنهم تعثروا في بعض حياتهم الدنيوية، وهذا أمر مقدر تمامًا، لكنهم -حفظهم الله تعالى- حماهم الله من عضال الأمراض، وبعض أقرانهم ومن في أعمارهم يقفون الساعات الطوال أمام المستشفيات لغسيل الكلية، وبعض أقرانهم أصيبوا بالأمراض، وليس معهم ما يتعالجون به، فيتركون للموت، وبعض أقرانهم ابتلاهم الله بفقد البصر، أو شلل في الأقدام، أو اليدين، أليس هذا مُشاهدًا؟ وبعض الأطفال يحدثنا أهله في شدة مرضه، فإن أقصى أمانيه أن ينام ليلةً بلا ألم، أن يأكل كما يأكل الأولاد، ويلعب معهم ولو مرةً واحدةً، حين ننظر إلى مشاكلنا بهذا المفهوم، سندرك أننا في زحام من النعم، وعندنا بعض المشاكل التي يمكننا التغلب عليها، أو التعايش معها، وساعتها سيعدل الميزان، أعني الميزان النفسي في التعامل مع المشاكل.
ثالثًا: أنت مؤمنة، وتعلمين قطعًا أن الدنيا دار ابتلاء وكدر، خلقنا الله فيها ليبتلينا (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، وليس أحد على ظهر الأرض إلا وله نصيب من الابتلاء، قل أو كثر، بل أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه، وعليه: فالمؤمن يدرك أن ما يقع له من ابتلاء هو سنة كونية طبيعية، يحتاج معها إلى الصبر والاحتساب، مع العمل الجاد على إزالتها، أو إصلاحها.
رابعًا: إننا نريد منك ما يلي:
1- التوافق النفسي مع ما ذكرناه لك.
2- المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
3- قراءة سورة البقرة كل يوم، أو على الأقل الاستماع إليها؛ فإنها حصن حصين.
4- كثرة الدعاء أن يصلح الله أولادك.
كل هذا، مع الإيمان التام بأنكم في زحام من النعم، وأن هذه الابتلاءات أهون من غيرها، والصبر عليها، مع التحصن بالأذكار، والإيمان، هو السبيل إلى تجاوزها -بإذن الله تعالى-.
نسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يصلح أولادك، والله الموفق.