رد الإساءة بمثلها، وضوابطها
2025-03-10 02:08:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
قام شخص بقذف والدتي أكثر من مرة، فقمت بشتمه، ومن ضمن الشتائم قلت له: يا ديوث، وندمت في تلك اللحظة التي كتبت له هذه الرسالة.
حاولت أن أحذف الرسالة أو أن أجد طريقة تجعله لا يراها، ولكني لم أستطع، فهل كلمة ديوث تعتبر قذفاً؟ وهل ذنبي كذنبه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولًا: نشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله تعالى والابتعاد عن محارمه، وهذا دليل على حُسن إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.
ما ذكرته -أيها الحبيب- من قدح هذا الرجل لوالدتك فهذه إساءة منه، ويستحق أن يُقابل بالسبِّ، فقد قال النبي (ﷺ): (المُسْتَبَّانِ مَا قَالَا، فَعَلَى البَادِي مِنْهُمَا مَا لَمْ يَعْتَدِ المَظْلُومُ)، فقد بيَّن النبي (ﷺ) أن إثم السِّباب إذا وقع بين اثنين، فالإثم على البادئ، بشرط ألَّا يتجاوز الثاني القدر الذي أباحه الله له في الانتصار لنفسه، وما رددت به على هذا الرجل هو دون ما سبَّك وسبَّ والدتك به.
السبّ بكلمة (ديوّث) ليس قذفًا بالمعنى الاصطلاحي الشرعي، الذي يستحق به القائل أن تُقام عليه عقوبة حدِّ القذف؛ لأن المقصود بالقذف هناك الرمي بالزنا، أمَّا الدّياثة فهي رضا الفاحشة في الأهل، والعياذ بالله سبحانه وتعالى.
بهذا تعلم أن ذنبك ليس كذنبه، بل ذنبه أكبر، وأن إثمك فيما رددت به عليه يحمله عنك، فـ (المُسْتَبَّانِ مَا قَالَا، فَعَلَى البَادِي) كما قال النبي (ﷺ)، ولم تتجاوز أنت، ولم تعتد عليه بأكثر ممَّا فعل، فأرِحْ نفسك من التفكير بهذا الأمر، وانصرف إلى ما فيه خيرٌ لك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.