أحببت شابًا واعترفت له بماضيّ ولكنه لم يعد يتقبلني، فما العمل؟

2025-03-10 03:06:48 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

مرحباً، أنا بنت، كنت في علاقة مع شاب لمدة سنة وشهرين، وبعد أول شهرين من علاقتنا صارحته بماضيّ، وبأني تعرضت للاغتصاب، ولكني لا زلت بكراً.

نعم أنا ذهبت إلى المكان بإرادتي، ولكن ما حدث لم يمكن بإرادتي، وقد تبت، وعملت كل شيء حتى أكفر عن ذنبي، ثم وثقت بالشخص الذي تعرفت إليه، لأني لا أريد أن أكون قد خدعته، رغم أنه كان بإمكاني الستر على نفسي.

واجهنا مشاكل، وقال لي: يمكنه حل الموضوع مع نفسه مع الوقت، ولكن الآن بعد سنة وشهرين نواجه مشكلة أنه لا يمكنه التقبل والتخطي، ولا يمكنه أن يتقبل في نفسه أن يكون معي، وتبريره أنه حتى لو لم يعرف أحد بالموضوع، فالشخص الذي حدث معه الشيء يعرف، وربما نراه بالصدفة فماذا سيفكر؟ سيقول: إنه ديوث!

ماذا نفعل؟ نحن نريد الزواج، ونحب بعضنا، ولكن أتعبني هذا الموضوع، ولا أريد أن أخسره، ولا أعرف كيف أغير رأيه أو أقنعه بالموضوع!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إشراق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، وندعوك إلى أن تستري على نفسك، ونسأل الله أن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

لا يخفى على -ابنتنا الفاضلة- أن الإسلام دعوةٌ للستر، وأنك غير مطالبة بأن تذكري ما حصل معك للشاب المذكور أو لغيره، كما أرجو أن تعلمي أن هذه العلاقة مع هذا الشاب -التي امتدت لهذه المدة- أيضًا لا تُقبل من الناحية الشرعية.

عليه: ننصحك بدايةً بأن تتوقفي تمامًا عن هذه العلاقة، وبعد ذلك إذا كان في الشاب خير، وأرادك، وطلبك، فعليه أن يأتي إلى داركم من الباب، وأن يقابل أهلك الأحباب، ويطلبك على كتاب الله، وعلى سُنّة النبي عليه صلاة الله وسلامه.

هذه نصيحة قد تكون صعبةً بالنسبة لك، لكنَّ الأصعب هو الاستمرار في الخديعة، والاستمرار مع رجل بعد سنة يريد أن يتنكّر، ويريد أن يقول إنه يحبك ولا يستطيع أن يصبر على ماضيك، ويضع مثل هذه العوائق في طريقك.

لا تُضيّعي وقتك، وتوبي إلى الله تبارك وتعالى، واغتنمي فرصة هذا الشهر الفضيل، ونكرر دعوتنا لك بأن تستري على نفسك، والذي حصل معك لست مطالبةً بأن تذكريه لأحد على وجه هذه الأرض؛ لأن المؤمنة مطالبة بأن تستر على نفسها، وتستر على غيرها.

أنت في مقام بناتنا، ونحن لا نرضى لك العبث، ولا نرضى لك الاستمرار مع هذه النوعية من الشباب، ولا نقبل هذه العلاقة مع مثل هذا الشاب، الذي تلوَّن بعد أن قضى معك هذه الفترة الطويلة.

أيضًا نؤكد أهمية التوبة، والاستغفار، والندم على ما حصل؛ لأن العلاقة بالشاب لا تقل في حرمتها عن الخطأ الأول الذي حدث، وكل هذه أخطاء تحتاج إلى توبة، واستغفار، ورجوع إلى الله تبارك وتعالى، ونبشّرُك بأن (التوبة تجُبُّ ما قبلها)، وأن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

نؤكد لك أن صدق توبتك، وصدق رجوعك إلى الله هو مفتاح الفرج والخير عند الله، فاصْدقي الله يصْدقُك، وتوبي إلى الله توبة نصوحًا، وأقبلي على حياتك الجديدة بأملٍ جديدٍ، وبثقةٍ في ربِّنا المجيد، وتأكدي أن الله عز وجل سيبعث لك، من تفتحين معه صفحة جديدة، ولا يكون على علم بأي شيء من ماضيك، وحينها يمكن أن تكملي حياتك معه في النور، وعلى الوضوح الذي يحبه الله ويرضاه.

توجّهي إلى الله تبارك وتعالى بالعبادة، والإنابة، والصيام، والصلاة، واعلمي أن الأمر بيد الله في الأولى والآخرة، ونسأل الله أن يُقدّر لك الرجل الذي يُكرمك، ويُقدّرُك، ويُعينك على إكمال الحياة في طاعة الله تبارك وتعالى.

والله الموفق.

www.islamweb.net