كيف يمكنني التوفيق بين العلم الديني والعلوم الدنيوية؟
2024-04-30 01:16:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 24 عامًا حتى الآن لا أعمل -من بعد انتهاء مرحلة الجيش منذ عام-؛ بسبب بعض الأمور عندي، وأحتاج نصيحة. أنا أطلب العلم الشرعي منذ سنة، وفي نفس الوقت أطلب علمًا دنيويًا، خاصة أنني لم أكن أمتلك مهارة لشغل وظيفة ما، والمشكلة عندي كلما تعلمت شيئًا من أمور الدنيا أجد في نفسي ضيقًا شديدًا، وخوفًا كبيرًا، وأرى تقصيرًا في طلب العلم الشرعي وحفظ القرآن، ومراجعة المتون العلمية، وبعد فترة أترك ما تعلمته، وأعيد الأمر مرارًا وتكرارًا وأصبح يراودني خوف من المجال بسبب ما قد يعتريه من حرمة وشبهات كالتصميم الجرافيكي، ومنها برامج، وصور لنساء، وما تجبر عليه من الشركات في تصميم أشياء لا تليق.
الأمر الثاني: إنني أخاف من الانخراط في سوق العمل والحياة، وأخاف على ديني من كل شيء، وهذا سبب لي خوفًا من كل شغل، وأصبحت لا أبحث عن عمل، ولا حتى أستطيع أن أكمل ما بدأت تعلمه من علم دنيوي.
أفيدوني مأجورين.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبعد:
الواضح -أخي- أن سلم الأولويات عندك يحتاج إلى ترتيب، فأنت في منتصف العشرين وبلا عمل، وتريد طلب العلم الشرعي والبحث عن عمل، وتخاف من الانخراط في سوق العمل نظرا للمخالفات الشرعية، وبالطبع أنت تريد الزواج، ولا بد من السعي له منذ الآن، وهذا يجعل سلم الأولويات يحتاج إلى ترتيب؛ حتى لا تترك كل مهارة دنيوية -كما أسميتها- تعلمتها، مع أن العمل والكسب وتعلم التجارة أو الحرف هو عمل أنت مأجور عليه ما استحضرت فيه النية الصادقة، بالبحث عن الكسب الحلال.
فالعمل في الإسلام -أخي الكريم- له مكانة عالية ومنزلة رفيعة، به ينال الأجر والثواب، وهو عبادة عظيمة لله وامتثال لأمره، فبه تقوم الحياة، وتعمر الديار، وقد أمر الله سبحانه به فقال:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]، وقال تعالى:{وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} [النبأ: 11]، وقال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
بل جعل الإسلام العمل نوعاً من أنواع الجهاد، فقد رأى بعض الصحابة شابًّا قويًّا يُسرِع إلى عمله، فقالوا: لو كان هذا في سبيل الله، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «... إنَّه إنْ كان خرَج يسعى على ولده صِغارًا فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن، فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج يسعى على نفسه يعفُّها، فهو في سبيل الله، وإنْ كان خرج رياءً ومفاخرة، فهو في سبيل الشيطان»
وبناء على ما مضى، فسلم الأولويات لديك ينبغي أن يكون كالتالي:
1- البحث عن عمل بأقل مخالفة شرعية.
2- طلب العلم الشرعي.
ازدحام الأمرين معًا وطلبهما معًا هو الذي شوش عليك ما أنت فيه، وعليه: فإننا ننصحك أن تفعل ما يلي:
1- البحث عن شيء تحسنه، ويكون مصدر دخل لك ثابت والبدء فيه.
2- إن لم يكن عندك ما تحسنه، فاستشارة أهل التدين والحكمة من أهل الحرف المهنية عن العمل الذي يتناسب معك، ويحقق لك عائدًا جيدًا.
3- اليوم أصبح طلب العلم الشرعي أيسر من ذي قبل، لذا ننصحك باستغلال الأوقات الضائعة في حياتك، كالمواصلات، وأوقاف الفرغ، وتحميل بعض الدروس والمحاضرات والكتب من موقعنا ، والاستماع إليها في أوقات فراغك.
بهذا -أخي- تكون قد جمعت بين الأمرين، ونسأل الله أن يكتب أجرك، وأن يوفقك، وأن يسعدك، والله الموفق.