لم أجد في الفتاة المواصفات التي أريدها..هل أقدم أم أتراجع؟
2025-03-11 03:06:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني، جزاكم الله خيراً، أنا أبحث عن زوجة بمواصفات أن تكون مقبولة الشكل ومنقبة وملتزمة، وأن يكون حفل الزواج غير مختلط، ولا يكون فيه موسيقى.
أنا مصري، ولدت وعشت سنين من عمري في السعودية، وأعيش الآن في مصر منذ نحو سنة وبضعة أشهر.
والدتي هي من تبحث لي، والتقت والدتي بإحدى الأمهات في صلاة التراويح، وعندها ابنة غير منقبة، لكنها تلبس الحجاب، وهو تغطية الشعر بدون الوجه، وأيضاً تلبس البناطيل، وعند الاجتماع مع الفتاة لا أخفيكم في بداية الأمر لم يكن شكل الفتاة هو الذي أرغب فيه، ولكن والدتي معجبة كثيراً بالفتاة وأمها، وأنها متعلمة، وأمها خلوقة، وطيبة.
أخبرت والدتي أنه لم يكن الشكل الذي أريده، ولا المواصفات التي طلبتها من نقاب وغيره، وكان رد والدتي: ليس الشكل هو المهم، إنما روح الفتاة وطبيعتها. وبعد نقاش مع والدتي تنازلت عن موضوع الشكل وأحسست أني ألفت شكل الفتاة.
بعد المقابلة الثانية تحدثت مع الفتاة أني أرغب أن تكوني منقبة، وأن يكون حفل الزواج غير مختلط، فقالت ما عندي مشكلة في النقاب، ولكن ليس الآن، من الممكن أن نؤخر هذا الشيء لفترة، وبالنسبة لحفل الزواج فإنه تكون كل عائلة مع بعضها البعض على طاولة في القاعة.
كما أخبرتها عن لبس البناطيل بأني لا أحبه أيضاً، فكان جوابها أنها ترتدي فوقه أشياء طويلة، علمت من إحدى أخواتي أن الفتاة أرسلت إلى أختي أحد حساباتها في مواقع التواصل، فوجدت أنها تضع صورها في صفحتها، ويوجد بعض الشباب أظنهم من أقاربها يضعون (إعجابا للصور).
أشيروا عليّ، هل أقدم أم أتراجع؟ جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه.
لا يخفى عليك أن الزواج مبني على أصول وثوابت، متى ما تحققت فإنه يرجى لهذا الزواج أن يكون مستديماً على الصلاح، وهذه الأصول والثوابت حددها النبي صلى الله عليه وسلم حين بين رغائب الناس في الزواج والطريق الواجب اتباعه فقال: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك).
قد ذكرت أن لك مواصفات في الزوجة تريدها أن تكون موجودة منها النقاب، وتريد الابتعاد عن المخالفات الشرعية في الزواج ومن ذلك عدم الاختلاط، وهذا يدل على أن وجهتك صحيحة، ونسأل الله أن يتم الخير لك.
قد ذكرت -أخي- أن الفتاة لم تعجبك على الوجه المطلوب، وأنك تنازلت عن هذا الشرط لأجل رغبة والدتك، وأنك بصفة عامة غير راضٍ عن بعض تدينها، وهنا لا بد من ذكر بعض الملاحظات:
1- الجمال -أخي- نسبي، ومن وسائل الشيطان إذا ما رأى توافقاً بين اثنين في الحلال أن يبغض بينهما، وقد يضخم له بعض المثالب لأجل ذلك، فعليك التأكد من مدى قدرتك على تقبل زوجتك على هذا الحال، وهي لا تخلو من ثلاث:
- إما أن يكون جمالها بالنسبة لك منفر، ولا تطيقه، ولن تستطيع إحصانك؛ فهذه من البداية نقول لك توقف وأقنع والدتك بالعدول عن الفكرة.
- أو أن يكون جمالها مميزاً لكن الشيطان بغضها لك، وهنا يجب عليك رؤيتها ثانية، وكذلك المحافظة على الأذكار عند الذهاب.
- أن يكون جمالها عادياً ليس منفراً، وليس بالقدر الذي تريده، وهنا لا بد من الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات، ثم تحكم على المجموع لا على الفروع، قبل أن تتخذ القرار، وبالنظر إلى ما ذكرت فإن هناك بعض الإيجابيات، منها:
-حسن العلاقة بين الوالدة والمخطوبة، فإن هذا من وسائل الاستقرار الأسري.
- كذلك الفتاة من أسرة طيبة خلوقة.
- ليس عند الفتاة مانع من النقاب، وهذا أمر جيد.
- الحديث عن رغبتك في عدم الاختلاط أثناء حفل العرس حق خالص لك، لكن الفتاة لا تستطيع أن تتخذ فيه رأياً، ولعل ردها عليك من هذا المنطلق، ويمكن أن يتم الحديث بهدوء مع الكبار في هذا الأمر.
2- لا يبنى الزواج على التطابق بين ما تريد وما هو واقع؛ لأن من يصر على كل ما يريد فلربما لن يتزوج، ولذلك لا بد من الواقعية في الطلب، وأن يحكم على الأغلب.
3- بالنسبة لما وجدته من وضع صورتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهذا يمكنك الحديث فيه معها بعد التوافق على الأصول العامة للزواج، وكلما كان الكلام تلميحاً في البداية كان أفضل.
4- إننا ننصحك -أخي الكريم- بصلاة استخارة والمضي في الطريق ما لم تر شيئاً جوهرياً يحول بينك وبين الزواج المستقر، واعلم أن الاستخارة لا تجلب إلا الخير، وعليه فتوكل على الله بعد الاستخارة، فإن أتم الله الزواج فهو الخير، وإن حالت دونه الحوائل، فهو الخير، إن شاء الله.
نسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، والله الموفق.