أشك أن خاطبي يتعامل بالربا، فما هو التصرف الصحيح؟
2024-05-05 03:20:49 | إسلام ويب
السؤال:
أنا بعمر 23 سنة، وتمت خطبتي بدون عقد قران قبل شهر لشاب، ولقيت فيه القبول -ولله الحمد-.
المشكلة هي أنه موظف في قسم مالي في إحدى المؤسسات، وأنا أخشى أن يكون هذا الشاب يتعرض للمعاملات الربوية، وكتابتها والتوقيع عليها، وإلى غير ذلك من المعاملات.
عندما سألت عمي -ولي أمري- لأن أبي غير حاضر، أكّد لي أنه لا يتعرض في عمله للمعاملات الربوية في المؤسسة التي يعمل بها، وبأن راتبه حلال بعون الله.
ما زال في نفسي الشك وضيق الصدر، وأشعر أنه بعد أشهر سيتبين أن عمله يشتمل على المعاملات الربوية، لأن عمي لم يسأل أو يتحقق من الأمر، هو فقط أجابني من واقع خبرته في هذا المجال.
الشك هو بسبب أن عمي أصلاً يعمل في بنك، وأنا لا أستطيع الوثوق برأيه وكلامه، لأنه هو أصلاً يفعل الشيء الذي أنا لا أريده في خاطبي! ليس لدي أحد آخر لأسأله في هذا الأمر، فعمي هو الوحيد الذي يفهم في الأمور المالية.
أنا دائماً مهمومة، وأشعر بضيق الصدر بسبب هذا الأمر، ولا أدري ماذا أفعل؟ هل أُنصت إلى شكّي وإحساسي وأفسخ الخطوبة أم أستمر؟ هل هذه تعتبر وساوس، ومن المفترض أن أستمر في الخطبة بعد أن سألت عمي؟
علماً بأن كل عائلتي يرون بأنه مناسب جداً لي وأن سبب فسخ الخطبة غير مقنع، وغير مبرر خاصة أن عمري حالياً في مجتمعنا، وبلدنا عمر زواج ويجب ألا أنتظر أكثر.
علماً بأني أيضاً أرغب في إتمام هذا الزواج، ولكن في ما يرضي الله، فإن تيقن لي أن كسبه حرام، فأنا مستعدة للفسخ، لكن مشكلتي أني أشك فقط ولست متيقنة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك - بنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك هذا الاهتمام، والحرص على الحلال، ونسأل الله أن يُسهّل أمرك، وأن يعمّر داركم بالخير والمال.
أرجو أن تبني على كلام هذا العم، فهو مسؤول، وهو وليُّك - كما هو واضحٌ - لغياب الأب وبُعده، وعمُّ الإنسان صنو أبيه، كما قال النبي (ﷺ) وهو - كما أشرت - أعلم الناس بهذا النوع من المعاملات، وإجماع الأهل على الشاب وعلى أنه مناسب؛ هذا دليل على أن هذا الشاب متميز، ولا ننصح بتفويت هذه الفرصة، وعليك أيضًا قبل الزواج وبعده بالنصح لهذا الشاب؛ حتى يتحرى الحلال في طعامه، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا.
لكن لا نرضى أن يكون هذا سببًا للفسخ، وتعوذي بالله من شيطانٍ لا يريدُ لنا الخير، وأنا أريد أن أقول: إذا كنت بعد الزواج قد شعرت أن هناك ثمّة خللاً فينبغي أن يستمر النصح، الآن وبعد الزواج، لكن بعد كلام العمِّ وبعد ثناء الأهل على الشاب، وبعد ارتياحك له، وبعد رغبتك في إكماله، وكونك متأخرة في مجتمعك في أمر الزواج؛ كلُّ هذه تجعلنا ندعو إلى إكمال هذا المشوار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك من الحلال، وأن يُعين زوجك على طاعة الكبير المتعال، وأن يجمع بينكم في الخير دائمًا.
نكرر لك الشكر على هذا الحرص، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الحلال، وأن يُرضينا به.