مخطوبتي تشترط السكنى في بيت مملوك لي أو الطلاق، فما نصيحتكم؟
2025-03-17 01:12:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
كان بيني وبين المخطوبة اتفاق أن يكون مكان السكن بيتًا بالإيجار، حتى يوفقني الله وأبدأ ببناء بيت لنا، وبعد فترة أخبرتني أنها لا تريد أن تسكن في بيت ليس ملكي، وأنها مستعدة للانتظار، وأنا لا أستطيع البناء الآن لظروف خاصة (ليست مادية)، وأخبرتها وحاولت إقناعها، ولكنها رفضت وعزمت على الطلاق.
الآن تخيرني إما أن ننتظر إلى أن أبدأ بالبناء، أو الطلاق، وفترة الخطبة سنة، وبقي على موعد الزواج بضعة أشهر، وأنا أرى أنه من الخطأ انتظار شيء لا نعلم متى يكون، وربما تطول الفترة وتكون أعواماً.
أريد استشارتكم، بارك الله بكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الزواج، وأن يعينك عليه، ونحن نبشرك أولًا -ولدنا الحبيب- بما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- من أن من يريد الزواج لإعفاف نفسه بالحلال فإنه موعود بإعانة الله تعالى، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حقًا على الله عونهم.. -ومنهم- الناكح يريد العفاف).
فإذا أردت العفاف فأبشر بتيسير الله تعالى، وقد أحسنت -أيها الحبيب- حين أدركت أن حسن التدبير من أسباب التيسير لهذا الزواج أيضًا، ولا يشترط في الزواج كما هو معلوم أن يكون الإنسان مالكًا للبيت الذي سيسكنه، وأكثر الناس في مدن العالم كله يعيشون في بيوت مؤجرة، وموقف زوجتك غير صحيح من أنها تشترط عند الدخول أن يكون البيت مملوكًا، وتمتنع بسبب أن البيت ليس مملوكًا، ولا يجوز لها ذلك.
فإذا وفرت لها السكن الملائم لها ولو بالأجرة، فلا يجوز لها أن تمنع تسليم نفسها لزوجها، إذا كنت فعلت ذلك وسلمت إليها أيضًا المهر المعجل المتفق على تعجيله.
فننصحك أولًا: بأن تبين هذه الحقائق والمسائل لزوجتك، وأن تستعين بمن يبين لها الموقف الشرعي، ممن لهم تأثير عليها، وتقبل نصحهم، كوالديها أو أقاربها ونحو ذلك، قبل أن تتسرع بتطليقها ثم ترجعان جميعًا بالندم والحسرة بعد ذلك.
فننصحك أولًا بأن تصبر أنت قليلًا وأن تتمهل، حتى تبين لها الجانب الشرعي في المسألة، وتبين لها أيضًا مفاسد تأخير الزواج، وأن التعجيل بالزواج خير، وفيه منافع دينية ودنيوية، وأن الله سبحانه وتعالى وعد الزوجين بتيسير الأمور ونحو ذلك من الكلام الطيب، الذي تستميلها به للرجوع عن قرارها هذا، فإن أصرت على الامتناع؛ فإن الطلاق حل شرعي تداوى به بعض المشكلات التي لا تداوى بغيره.
ولذلك لما ذكر الله سبحانه وتعالى الإصلاح بين الزوجين، أردفه بعد ذلك -أي عند عدم إمكان الإصلاح- بذكر الطلاق، فقال سبحانه وتعالى: (وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته)، فخلاصة الموضوع -أيها الحبيب- أننا لا ننصحك بالتعجل للطلاق حتى تحاول معالجة الموقف بما ذكرناه لك من أدوات، واستعن بالله تعالى واسأله أن يهدي زوجتك، وأن يبصرها بالحق والخير.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لك خير.