انخفض مستوى قبولي لزوجتي بعد العقد وأصبحت أنفر منها.. أفيدوني

2025-03-17 01:16:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

لقد تم عقد زواجي قبل 6 أشهر، عن طريق الزواج التقليدي (الصالونات)، وبعد الاستخارة أكثر من مرة، ومع تيسر الأمور، شعرت بالراحة من جميع النواحي الدينية والأخلاقية والأهلية، وبدأت أتعرف إليها، وأتقرب من طريقة تفكيرها، ووجدت انسجاماً تاماً مع تفكيرها.

علماً أنها بعمر 19 سنة، وبدأت أحبها، ولكن بعد فترة بدأت أشعر بعدم الحب، ولا يوجد لدي مشاعر، ولا تقبُّل لشكلها، وأنفر من لون بشرتها، فهي حنطية، جميلة الملامح، بشرتها حساسة، وتظهر عليها الحبوب وتختفي.

أصبحت أفكر كثيراً في الفتيات ذوات اللون والوجه الأبيض، والبشرة الصافية، وعندما أراهن أشعر بحزن.

علماً بأنها تعتني بنفسها، وتعالج أي مشكلات أطلبها منها، وأصبت بحالة اكتئاب شديدة، وأوجاع مستمرة في البطن، وحزن وقلق، وأفكر مرات في فسخ الخطبة.

وأتراجع بسبب الميزات المتوفرة فيها من أدب وأخلاق وتربية، وأهلها طيبون جداً معي، ولا يكلفوني أي تكاليف للزواج، ويحاولون التيسير عليّ، وهذا يشعرني بالندم لمجرد التفكير بفسخ الخطبة لأسباب قد تكون نفسية، أخاف أن لا يأتي الحب والمشاعر بعد الزواج، وأظلمها معي.

علماً بأنها تحبني جداً، ولا تهتم لأي مظاهر خارجية، كونها تفكر بأن الشكل ليس أساسياً، بل الشخصية والعقلية والروح هي التي تستمر مع الشخص.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن ييسر زواجك على خير، وبعد:

إننا نتفهم حديثك تماماً -أخي- وقد تعجب إذا قلنا لك إن ما تشعر به الآن هو أمر طبيعي، بل هو الذي يدل على صلاحية هذا الزواج، كما سنبين لك بعد قليل، لكن دعنا أولاً نذكر عدة قواعد:

أولاً: الزواج قدر مكتوب، ورزق مقسوم، والأمر بيد الله وحده هو القادر على كل شيء، وإن المؤمن يعلم أن من كتبها الله له زوجة ستكون، لأنها معلومة ومقدرة له من قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والله لا يقدر لعبده إلا الخير، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أول ما خلق الله القلم، وقال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء).

ثانياً: المؤمن يعلم يقينا أن الاستخارة لا يعقبها إلا الخير، فما خاب من استخار ولا ندم من استشار.

ثالثاً: العاقل يعلم جيداً أن الدنيا دار نقص، وأن متاعها منقوص، فلا تجد امرأة فيها كل ما تحب، كما أن المرأة لن تجد في الرجل كل ما تريد، وهنا يأتي العقل ليحكم على الأغلب بعد الأصلين الأولين وهما: الدين والخلق.

رابعاً: الشيطان متربص دائماً بكل بيت يراد به الخير، أو يرجى من ورائه الاستقرار، لذا يعمد الشيطان إلى أمرين:
- تضخيم الأمور السلبية في عين كل طرف، حتى لكأنه ينظر إلى زوجته من خلالها.
- يعظم له كل امرأة فيها هذا النقص، حتى لو كانت أدنى من زوجته بمراحل كثيرة.

هذا ما يحدث معك، وهو أمر طبيعي، بل نطمئنك أنك في الاتجاه الصحيح، وأن هذه الفتاة المتدينة الصالحة هي الأفضل لك.

لذا نوصيك بما يلي:
- الاستعاذة بالله من هذا الهاجس وعدم الاعتداد به.
- المحافظة على أذكار الصباح والمساء.
- تعظيم الميزات في حق زوجتك، مع التقليل من قدر النقائص وفق القاعدة التي ذكرناها بأن الكمال محال بين البشر، ومن كانت فيه صفة غابت عنه صفات، والأصل الذي لا يجب أن يتغافل عنه هو الدين والخلق.

- إتمام الزواج حتى ييأس الشيطان من وسوسته تلك، واطمئن فقد استخرت، وليس بعد الاستخارة إلا الخير.

نسأل الله أن يوفقك وأن يسعدك، والله المستعان.

www.islamweb.net