أذنبت كثيرًا وأتمنى التوبة، فهل يمكن ذلك؟
2025-03-12 02:57:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مذنب، وقد ارتكبت بعض الكبائر، فهل لي من توبة؟ مع العلم أنني أحيانًا أقوم بتصرفات لا إرادية، وأقول أشياء لا أفهم لماذا أقولها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب.
أولًا: نُهنئك بأن الله سبحانه وتعالى غرس في قلبك التوجُّه نحو التوبة وحبَّبها إليك، وهذا فضلٌ كبيرٌ من الله تعالى، واعلم بأن هذا الفضل حُرمه ناس كثيرون؛ فإنهم مستمرُّون على ذنوبهم وقبائحهم، لا يُفكّرون بالتوبة، وما دام الله تعالى قد ألهمك التوبة وحبّبها إليك، فنصيحتنا لك أن تُسارع بدون أي تأخير أو تسويف، أن تُسارع إلى التوبة، وتبادِرْ إليها قبل أن تحول بينك وبينها حوائل وموانع، فأنت لا تدري متى يأتيك الموت، ولا تدري ما هو حالك بعد هذه اللحظة من حيث الرغبة وعدم الرغبة.
فبادِرْ إلى استغلال هذه الرغبة الموجودة في قلبك، وسارع إلى التوبة، والتوبة تمحو ما قبلها كائنًا ما كان ذلك الذنب، مهما كان كبيرًًا وعظيمًا، فليس هناك ذنب أكبر من الكفر بالله تعالى والإشراك به، ومع ذلك فإن الله تعالى يقبل التوبة منه، فمن تاب ورجع عن كفره ودخل في الإسلام؛ فإن الله تعالى يقبل منه هذا الإسلام، ويمحو ذنوبه السابقة السالفة، وأنت تعلم أن أصحاب رسول -صلى الله عليه وسلم- كثيرٌ منهم كانوا في جاهلية قبل أن يُبعث النبي، وبعد أن بُعث بقيَ كثيرٌ منهم على عبادة الأصنام، ثم لمَّا تابوا تاب الله تعالى عليهم، وأصبحوا خير خلق الله بعد الأنبياء.
فالتوبة بابٌ عظيمٌ فتحه الله تعالى، فضلًا منه ورحمة لعباده، فبادِر إلى الإسراع به، والتوبة تعني: أن تندم على فعل الذنب، وأن تعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه في الحال، فإذا فعلت هذا تاب الله تعالى عليك، وقبل منك التوبة.
وأمَّا التصرفات غير الإرادية التي ذكرتها فلا نملك تفسيرًا لها، لكن ننصحك بأن تُمارس الرقية الشرعية على نفسك، وأن تتحصّن بالأذكار الموزّعة خلال اليوم والليلة، وأن تحافظ على أداء فرائض الله تعالى عليك، وستجد -بإذن الله تعالى- العافية والشفاء.
نسأل الله تعالى أن ييسّر لك الخير ويأخذ بيدك إليه.