خطبني زميلي لكن الأهالي رفضوا بسبب الدراسة!!

2025-03-12 03:50:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

عمري 19 سنة، طالبة طب في السنة الثانية، كان لدي ميل قلبي لزميل لي في نفس الدفعة، لما رأيت وسمعت عن خلقه ودينه، ولم يحصل بيننا أي تواصل مطلقاً -والحمد لله -، وأنا ملتزمة بالنقاب والحجاب الشرعي، ويكاد لا يسمع لي صوت في قاعة المحاضرات، أو حتى في مجموعات الطلاب على مواقع التواصل.

وقع في نفسي شيء تجاه زميلي من بداية العام، جاهدت نفسي على دفعه، ودعوت الله سبحانه وتعالى ألا أنشغل به عنه سبحانه وتعالى، ويعلم الله أني لم أقدم على أي فعل للفت نظره، غير أنه في إحدى المحاضرات كان يجلس أمامي في القاعة.

نسيته تقريباً، وإذ بأمه ترسل تريد خطبتي له، لكن كان واضحاً من حديثها وهي صرحت بذلك أن عائلته غير مقتنعين بهذه الخطبة وفي هذا الوقت؛ لصغرنا أنا وهو، ولأنها مسؤولية أكبر منه، لكن بعد إلحاحه وإصراره سايروه، وكذلك كان رأي أهلي، خاصة أني من الأوائل.

أهلي حريصون جداً على دراستي لأحصل على معدل عالٍ يؤهلني للاختصاص، مع وضع بلدنا الصعب، لذلك ردت أمي على طلب أمه بالرفض، وأخبرتها أن دراسة الطب صعبة وطويلة، لذا لا تُخطب البنت حتى سنتها الخامسة.

بصراحة أنا لا ألومهم، فالآن الوقت مبكر جداً، والشاب ما زال طالباً، حتى أنا نفسي غير مستعدة جيداً، ولا أرى أني أستطيع حالياً الموازنة بين أن أكون زوجة وأماً وطالبة في كلية طب.

المشكلة أني بعدما عرفت بمشاعره تجاهي ازددت تفكيراً وتعلقاً به عن السابق، وأراه في الجامعة على مقربة مني في أحيان كثيرة، ولا أعلم إن كان يتعمد ذلك، فما توجيهكم؟ وكيف أمسك قلبي إلى أن يكرمني الله بالزوج الصالح، وبالوقت المناسب؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أروى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يجمع بينك وبين من يعينك وتعينينه، ويسعدك وتسعدينه على الخير، وعلى توفيق الله تبارك وتعالى.

نحن نتمنى فعلًا أن يشتغل الشباب بإعداد أنفسهم، رغم أننا لا نؤيد ما يذهب إليه الأهل من تأخير الزواج، لكن هناك ظروف ينبغي أن نقف عندها وأمامها، ومما يساعدك على تجاوز هذه الصعاب: الاجتهاد في البعد عن أماكن وجوده، شغل النفس بالدراسة والأمور المفيدة، وأعتقد أن هذه الخطوة فتحت الطريق لخطوات بعدها، فقد حصل تعارف بين أهلك وأهله.

من المهم أن ينشغل كل طرف الآن بإعداد نفسه، ومن الإعداد المهم النجاح في الدراسة، والتفوق فيها؛ لأنها مفتاح للخيرات، وسبيل إلى لم الشمل، فلذلك أرجو أن تجتهدي في الدعاء، وتتقربي إلى الله تبارك وتعالى، وتكثري من ذكره وشكره، وتشتغلي بالدراسة، وتبتعدي عن أماكن وجوده، وأن لا تتابعي الأفكار عندما تأتي في هذا الاتجاه، ولكن اقطعيها بأمر آخر، احشري نفسك بين الصديقات وابتعدي عن أماكن وجود الرجال جميعًا.

تفهمي الظروف التي جعلت أهله وأهلك يرفضون التبكير بالزواج، وهذا بكل أسف أصبح نمطاً في حياة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، والذي يمنع زيادة التعلق والتمادي فيه هو البعد عن أماكن وجوده، واجتهدي في هذا الجانب، ونحن دائمًا نتمنى من بناتنا أن تكون الفتاة مع الزميلات، تجلس حيث يجلسن، تتبادل معهن المعلومات، والكلام، وتجتهد في البعد عن أماكن الرجال.

كذلك تغض بصرها، لأن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان أتعبه هذا النظر، فإنك متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك أتعبتك المناظر، رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه، ولا بعضه أنت صابر، ولذلك جاءت الشريعة: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، ورغم دخول المؤمنات إلا أن الآية التي بعدها قالت: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن).

نسأل الله أن يعينكم وأن يعينك على طاعة الله، وأن يعين أبناءنا في هذه الأوضاع التي وجدوا أنفسهم فيها مع البنات، ونسأل الله أن يهيأ للأمة من يصحح هذه الأوضاع، لتكون البنات مع البنات، ويكون الشباب في جامعات مخصصة لهم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، والزواج في الوقت المناسب بالزوج الصالح، ونسأل الله لنا ولكم الهداية.

www.islamweb.net