زوجي ذو خلق ودين لكنه لا يستقر في وظيفة، فهل أنفصل عنه؟
2024-05-21 03:50:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تزوجني رجل (مجرد عقد قران ولم تتم الدخلة)، ذو خلق ودين، لكن وضعه المادي سيء جدًا؛ لدرجة أنه لا يستطيع إكمال الزواج، وأيضًا لا يستقر في وظيفة، فمنذ أن تزوجني عمل في ثلاث وظائف، ولم يستقر في وظيفة حتى الآن.
أخشى أنه غير مسؤول، ولا يستطيع تحمل أعباء الحياة الزوجية، وأخشى أنه ضعيف الشخصية، علمًا أنه -والله- أخلاقه عالية، لكني أحس معه بعدم الاستقرار والاطمئنان، بسبب مشاكل في شخصيته، وأيضًا مشاكل في أسرته، ولذلك أفكر في الانفصال عنه قبل الدخول.
انصحوني، بارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – بنتنا وأختنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، وإنما شفاء العيِّ السؤال.
إذا كان الرجل الذي عقد عليك صاحب خُلق ودين، فنحن لا ننصح الاستعجال في تركه، واعلمي أن الأرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى، وأن المتعفف الذي يريد النكاح يجد المعونة من الله، بل (التمسوا الغنى في النكاح)؛ لأن الفتّاح يقول: {إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله والله واسع عليم}، والسلف تأوّلوا كلام الله وفهموا مراد الله، فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح).
إذا كان الرجل يسعى ويعمل، لكنه لا يستقر في عمل، أو يسعى ويجتهد، لكن الرزق الذي يدخل عليه قليل؛ فلا لوم عليه، إذ اللوم على المتبطّل المتعطّل الطاعم الكاسي، أمَّا الذي يسعى ويحاول ويبذل ما عليه؛ فهذا لا لوم عليه، ونبشرك بأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، وأن الأطفال إذا جاءوا سيأتون بأرزاقهم؛ لأن العظيم يقول: {وما من دابةٍ في الأرض إلَّا على الله رزقها}.
لذلك نتمنّى ألَّا تستعجلي، وكوني عونًا له على تجاوز هذه الصعاب، والمرأة العاقلة مثلك تستطيع أن تُؤثر على الزوج، تستطيع أن تدفعه نحو المعالي، والأمور المادية على أهميتها ينبغي أن تأخذ حجمها؛ لأن الشرط الأساس: (من ترضون دينه وخُلقه)، (فاظفر بذات الدين)، وبقية الأشياء هي مكمّلاتٍ للسعادة، لكن السعادة الحقة إنما تقوم على الدّين، وكلُّ كسرٍ فإن الدّين يجبره، وما لكسر قناة الدّين جبرانُ.
فأي خلل في الإنسان يمكن أن يُصلحه الدّين، والإيمان قيد الفتك، لكن إذا كان النقص في الدّين، فهذا هو الضياع.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يوسّع عليكم الرزق، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.