هل أسأل خطيبي لماذا فسخ خطوبته السابقة؟
2024-06-04 00:06:19 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة، عمري ٢١ عاماً، تقدم لخطبتي شاب، وعلمت أنه كان خاطباً منذ ٧ سنين، وكان حينها شاباً صغيراً، استمرت خطبته ٦ شهور، ثم انفصلا، وكان هناك عقد قران، لكن دون زواج، وزواجه لم يكن مثبتاً في المحكمة الشرعية، فهل يحق لي أن أسأل عن سبب فسخ خطوبته، أو سبب الخطوبة، وذلك لغرض الاطمئنان، ولكي لا تتكرر المشكلة معي، ولكي لا أخطو خطوة، ثم أندم عليها؟ وما هي الأسئلة التي يحق لي أن أستفسر عنها بخصوص هذا الموضوع شرعًا، بدون انتهاك للحرمات؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صبا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
نشكر لك حرصك على معرفة الحدود الشرعية لما أنت مُقدمة عليه، وهذا من رجاحة عقلك، فالمسلم ينبغي أن يبني عمله على بصيرة، ولا يُقدِمُ على شيءٍ حتى يعلم موقف الشرع الحنيف منه، وما يجوز له وما لا يجوز، فهذا التوجُّه توفيق من الله تعالى لك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدًى وصلاحًا.
والموقف الشرعي -ابنتنا الكريمة- مبنيٌ على حديث رسول الله (ﷺ): (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه)، فينبغي لك أن تبحثي عن مواصفات الزوج في ظل هذا الحديث الشريف، الذي يهدف إلى تحقيق الأسباب التي تؤدي إلى استقرار الحياة الزوجية بين الزوجين، فإن الدّين يمنع الرجل من الظلم، والخُلق الحسن يدعوه إلى حُسن المعاشرة، وبذلك كُلِّه تطيب الحياة الزوجية، فإذا أحبَّ امرأته أكرمها، عملًا بخلقه، وإذا أبغضها لم يظلمها، ويمنعه من ذلك دينه.
فنصيحتنا لك أن تقتصري على البحث عن هذه الصفات، ومدى تحققها في هذا الشاب الذي تقدّم لخطبتك، أمَّا تجربته السابقة في خطبته لامرأةٍ، ثم انفصاله عنها، فالاحتمالات كثيرة ومتعددة، ربما يكون السبب منه، وربما يكون السبب منها، وربما يشتركان في هذه الأسباب، وربما لم يكن ذلك مبرّرًا من وجهة نظر بعض الناس، ولكنه مبرر من الناحية الشرعية، باعتبار أنه قدرٌ قدّره الله تعالى.
فإذا وجدت أن هذا الشاب مناسبٌ لك في الصفات، مرضيٌ في أخلاقه ودينه، فنصيحتنا لك ألَّا تُنقّري ولا تبحثي عن شيءٍ وراء ذلك، وفشلُ الرجل في الارتباط بامرأة لا يعني بالضرورة أن التجربة نفسها ستتكرر مع غيرها، فالقلوب تميل إلى موضع، وتنفر من موضع، والنفس تركن وتسكن إلى شخصٍ، وتنفر من شخصٍ آخر، وهكذا... فلا ينبغي أن يُتخذ موقفه السابق من الخطوبة معيارًا عامًّا لتحكمي به على سائر تصرفاته.
وخير ما نوصيك به اللجوء إلى الله تعالى بصدق أن يختار لك الخير، وننصحك بصلاة الاستخارة، ومشاورة العقلاء ممَّن يحرص على مصلحتك ممّن هم حولك، فإذا رأيت أن الأمور شرح الله لها صدرُك، فتوكّلي على الله.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.